Topics
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلا يزن هذا الدين
ولو جناح بعوضة عند الله تعالى، ولا يقبل الله تعالى من الدين إلا ما وصى به في
القرآن الكريم بكل شرح مبسط وما تجسد في حياته صلى الله عليه وسلم، ولقد خاطب الله
تعالى حبيبه صلى الله عليه وسلم بما نصه: ((قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى
اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا
أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) (آية 108 سورة يوسف).
((وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا
فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) (آية 85 سورة آل
عمران).
وإن الثروة الدينية التي تفضل بها الله تعالى
على عباده إنما هي الذخيرة الكفيلة للفوز في الدنيا والآخرة ولا يقاس عليها ذاك
الثراء الدنيوي الذي هو أوهن من بيت العنكبوت.
قال الله جل ذكره مخاطباً لنبيه ليخبر أهل
الكتاب: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ
التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ)) (آية 68
سورة المائدة).
ولا يكون ثمة شك في أن الحكمة الدينية
المشفوعة بالإدراك الصحيح إنما هي منبع كل خير ومن حرم ذلك فقد حرم كل شيء من نعم
الدنيا وثواب الآخرة، ولا يقرع باب حياته هدوء ولا طمأنينة.
وينصب على كواهل كل أفراد الأمة مسئولية إشاعة
الدين وبث فضائله ونشر أحكامه، فعليهم أن يعرفوا أنفسهم قبل أن يخوضوا هذه
المعركة، فالتبصر بالنفس أو معرفة الذات إنما هي توفيق إلهي يتمثل به الإنسان
نموذجاً صادقا لما يدعو عليه غيره، ولا يقول شيئا إلا ويترجمه إلى واقع العمل وإذا
دعا الناس إلى نشر خصائص النبي صلى الله عليه وسلم الأخلاقية والدينية والروحانية
بدأ بنفسه أولا كنموذج حي وحيوي لكل ذلك ((كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن
تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)) (آية 3 سورة الصف)، ولقد حذر النبي صلى الله عليه
وسلم الواعظ الذي لا يعمل بما يقوله أشد تحذير.