Topics
إذا أردنا ضم رجل إلى صفوفنا فعلينا الدنو منه
والتحدث إليه واضعين في الحسبان اتجاهاته وكفاءاته العقلية، وكسب تعاطفه بالتعاون
معه، فإن الخدمة والارتباط العاطفي يرسيان أسس الصداقة، إذاً يجب عليك أن تقوم
بعمل الدعوة إلى الدين على حكمة وبصيرة، فلا تندد مباشرة بما هو عليه من المسلك أو
العقيدة، بل حاول في البداية أن تكسب عاطفته، وتحقيقاً لهذا الهدف فلا بد من مد يد
المساعدة إليه أدبيا أو ماليا، وإذا وضع فيك ثقته فابدأ بنصحه في أسلوب جذاب، وإذا
ما عارضك بحجة فرد عليها بما ينفي ريبته، ولا تغفلن عن مكانته العقلية لدى التفاوض
معه ولا تهدر ما تملك من ثروة الدعوة بالعجلة والخرق وتكلم مع كل فرد وجماعة
وطائفة حسب استعدادها الفكري ومكانتها الاجتماعية، وأسس دعوتك على النقاط التي هي
ملتقى وجهة نظرك ووجهة نظرهم في تفاهم وتواد، وإذا قمت بالنقد فليكن النقد بناءا
ومظهرا لإخلاصك، وكن نزيه الذيل عن مشاعر الإصرار والتعنت والتزمت والكراهية،وإذا
ما طغى عليك مثل هذه المشاعر فكمم فمك وتنح عن المجلس.
لقد قال الله تعالى:(( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ
رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ)) (آية 125 سورة النحل).
ولقد روي عن ابن أنس رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال له: يا بني: إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى
أهل بيتك.
وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: مر
علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا.
وعن أم هانئ رضي الله عنها قالت: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت
عليه، فقال: من هذه؟ فقلت: أم هانئ، فرحب بي.
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:((ألا
أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم))
وقال أيضا:" اعبدوا الرحمن وافشوا
السلام"
ومن حق المسلم على أخيه أن يسلم على أخيه كلما
لقيه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من السلام وكذلك أصحابه فقد ورد في
الحديث: كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتسايران فتفرق بينهما
الشجرة فيلتقيان فيسلم أحدهما على الآخر.
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "
خيرهما من يبدأ بالسلام"
وقال أيضا: " لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه
فوق ثلاثة أيام، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما من يبدأ بالسلام".
وسلم على من تسلم عليه بلسانك بصوت عالي حتى
يسمع سلامك ويرد عليك، وإذا استدعت الحاجة لدى التسليم إلى الإشارة باليد أو الرأس
فلا بأس به مثلا إذا كان المسلم عليه بعيدا منك فلا يكاد يصل صوتك إلى أذنيه، ونفس
الشيء مع الأصم فإذا سلمت عليه فأشر بيدك أو رأسك حتى يفهم سلامك.