Topics
على النساء أن يتعلمن أحكام الدين وآدابه،
ويتحلين بالأخلاق الإسلامية، ويبذلن قصارى جهودهن في أن يكن زوجات طيبات وأمهات
مثاليات، ويتفرغن لواجباتهن كما أمر الله تعالى مطيعات مخلصات، ولقد قال سبحانه
وتعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
ا)) (آية 6 سورة التحريم).
كان سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه قد دأب على
أن يتهجد في الليل ولدى حلول موعد الفجر كان يوقظ أهله للصلاة ويتلو الآية:
((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)) (آية 132 سورة طه).
ومن بين المسؤوليات الهامة، التي تنصب على
كواهل النساء ألا يدخرن جهدا في تنظيم شؤون البيت وترتيبه وتنظيفه وتحسينه.
ويراعين الوضع الفائق في تنسيق الأشياء المختلفة، ويجعلن البيت نظيفا، والغرف
مزدانة، والمطبخ طاهرا صحيا، ويجعلن أنفسهن نظيفات مزينات إذ أن كل ما يملأ البيت
جمالا وبهاء، وسرورا وبهجة، وبركة وسعادة، يستنزل بركات السماء.
واتفق مرة أن السيدة عائشة رضي الله تعالى
عنها اجتمعت مع امرأة عثمان بن مظعون رضي الله عنهما فوجدتها غير عابئة بلبسها
وزينتها فأذهلها ذلك وحملها على سؤالها: هل زوجك على سفر؟
ومن خلال هذا الاستعجاب الذي أبدته السيدة
عائشة رضي الله تعالى عنها يمكننا أن نقدر أهمية زينة المرأة لزوجها.
والأناة والحلم والتؤدة إنما تفرض على الإنسان
أن يتسامح عن زوجته ويعايشها في انبساط وتفتح متوكلا على الله تعالى فيمكن أن
يكرمه الله تعالى بواسطة زوجته بما لا يكاد يصل إليه بعمله وقوته وإن المرأة
الخيرة المتدينة إنما تأتي رحمة لكل الأسرة بإيمانها وسيرتها وأخلاقها، وربما تنجب
من يكون وسيلة لإنارة هذا العالم المظلم، وإن الزوجة الصالحة إنما هي أداة فعالة
لإصلاح زوجها إن كان غاويا، بل الزوجة تدني زوجها إلى الجنة وتسبب له الخير
والسعادة، وإذا وجدت في زوجتك عيبا ظاهرا فلا تعجل إلى فساد العلاقة الزوجية بل
تدرج إلى تحسين مناخ البيت بمعاملتك الحكيمة.
ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من
كان له امرأتان فكان يميل مع إحداهما على الأخرى بعث يوم القيامة وأحد شقيه ساقط))
أو كما قال .
وإن المجال الأصلي لسبر حسن السيرة ولين
العريكة إنما هو الحياة المنزلية، فإن الإنسان إنما يكون على احتكاك دائم بأهل
بيته، وكل مظاهره ومخابره تبدو أمام العيان في الحياة المنزلية الصادقة، والواقع
أن المؤمن لا يكمل إيمانه حتى يكون أحسن خلقا وارحم قلبا وأكثر مداراة لأهل بيته.
في حجة برك بصفية بني حي رضي الله عنها جملها
فبكت، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك. فجعل يمسح دموعها بيده
وجعلت تزداد ببكاء.
