Topics
"من يرد الله به خيرا يفقهه في
الدين" ولا يختلف رأيان في أن الإدراك الصائب للحكم الكامن في الدين هو منبع
لكل خير وتوفيق، ومن حرم هذه السعادة حرم الاتزان والتوافق في الحياة، فمثل هذا
الإنسان يتعرض لعدم الاتزان في كل مجالات الحياة.
قبل أن تقيم نفسك على الطريق السوي فلن تؤثر
في غيرك، فأدخل نفسك في الإسلام كافة وحل نفسك أولا بكل ما ترغب في إبرازه أمام
العالم واجعل رسالتك أولا موجهة إلى ذاتك، واجعل ذاتك ترجمانا لما تتفوه به من
لسانك، واعمل أولا بما تحث الآخرين على العمل به،وإن من أبرز مظاهر التدين أن يكون
المتدين رمزا صادقا على رسالته وأن الداعي قوله لا ينفصل عن فعله وخلقه وإنما يحرص
على ممارسة الأعمال التي يراها خيرا لبني البشر.
فكوّن مثالا يكون كمنارة هدى للآخرين بمساعدة
اللسان والقلم والحياة الخاصة والعامة والزوجية والأخلاقية فينضم إليك الناس في
حشود غفيرة، والعمل الصالح والسيرة الحسنة والهدوء والقيم الأخلاقية تساعد على
تكوين مجتمع صالح، والنظام المكون بالقيم المتزنة يتأسس على العدل والإنصاف ويحدث
ثقافة يسجد الملائكة لمن تحلى بها، وأمثال هؤلاء يتولون زمام الدنيا وهم خلفاء
الله تعالى في الأرض. وتذكر أن الذين هم أكثر اهتماما بإصلاح شؤون الغير منهم
بإصلاح نفوسهم ستكون لهم خسارة الدنيا والآخرة، ومثلهم كمن تحرق النار بيته وهو
يحمل في يده سطلا من المياه ويبحث عن بيت محترق فيهرق المياه عليه.
فتيقن أن أمثال هؤلاء هم الخاسرون في الدنيا
والآخرة فقد كبر مقتا عند الله تعالى أن تقولوا مالا تفعلون.
ولقد أنذر النبي صلى الله عليه وسلم أمثال
هؤلاء الدعاة غير العاملين بالعذاب الأليم.