Topics
إن الأعمال الجسام التي يجب على المؤمن
إنجازها، والمسئوليات الكبار التي يجب عليه تحملها كخليفة لله تعالى في الأرض إنما
تتطلب القوة في البدن والصرامة في التصميم ورباطة الجأش والنشاط والفعالية
والعواصف النبيلة، وإن الأصحاء الظرفاء هم الذين يكونون أمة حية،وهذه الأمة هي
التي تحقق أهدافها السنية عن طريق تقديم التضحيات الجسام، وبالعكس من ذلك فإن
العالم إذا استهدف في حياته متاع الدنيا وزهرتها هوى في ورطات الغيظ والغضب، والهم
والغم، والضغينة والشحناء، وقصور وجهة النظر، وبرودة الدم والاضطرابات العقلية،
وهذه الأمراض والعلل يكون لها أسوأ وقع على البدن فتفسده، ومعلوم تماما أن فساد البدن
أعدى عدو للصحة، وإذا فسدت الصحة صار الإنسان جبانا هلوعا.
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم:"يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تدعى الأكلة على
قصعتها، قلنا: يا رسول الله: أومن قلة نحن يومئذ؟ قال: لا ، بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء
كغثاء السيل، وينزع الله تعالى المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم
الوهن، قال: قلنا وما الوهن؟ قال: حب
الحياة وكراهية الموت.