Topics
إن الله تعالى رب العالمين، وعليهم رقيب، وإلى
ما يفتقرون إليه وكفيل، فإذا عاملنا الناس بالخير وساعدناهم في مشاكلهم استوجب
منه:أي الله تعالى مساعدتنا، فقد جعل الله تعالى حقوقه وحقوق عباده متلازمين وحث
على الوفاء بها بصيغة الجزم والتأكيد.
ونقطة حقوق العباد إنما تنطلق من أولى الأرحام
ويأتي في مقدمتهم الأبوان الكريمان، فطاعتهما والمثابرة على خدمتهما من واجبات
الإنسان الرئيسية، وإن من حقوق العباد رزق الأولاد بالكسب الحلال وتحليتهم
بالتعليم والتربية، ثم دور الأسرة والبشرية جمعاء.
وإن حقوق
العباد تحتوي على الواجبات المالية والأدبية أيضا، ولقد شرحها القرآن الكريم في
عدة مواضع وجعلها جزءا من الإيمان فمنها :
(( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ
قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ والملائكة وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ
عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ
والسائلين وَفِي الرِّقَابِ )) (آية 177سورة البقرة).
وإذا لم نجد أنفسنا مثلا في موقف المساعدة
المالية فإنها هناك وجوها شتى للمساعدات فعلينا أن نستخدم بعضا منها لإفادة بعض من
الناس.
فالنصيحة إنما هي عاطفة دينية أساسية وإذا لم
يسعنا إسداء الخير إلى أحد فعلينا أن نكف عن الإساءة إليه على الأقل، والنصيحة
ليست متوقفة على تحسن الوضع المالي، بل إنما هي تتعدى إلى لقاء الناس بوجه طلق
والمبادرة بالسلام وعدم التورط في الاغتياب قولا وسمعا، والظن بالمؤمنين خيرا،
وانجاز أمور الآخرين العادية، واجتياز الطريق بمريض أو ضعيف أو أعمى، وعيادة المرضى
وإماطة الأذى عن الطريق، فكل هذه داخلة في قائمة حقوق العباد.
