Topics
كان
زكريا عليه السلام مربيا لمريم والدة عيسى عليه السلام. و كان زكريا اختير للقيام
برعاية الأمور التي تتعلق بيت المقدس لأجل فضله و كرامته فإنه كان من أكرم الناس و
أفضلهم و نبيا مرسلا من الله تعالى كما قال تعالى في كتابه الكريم:
وزكريا
ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين ﴿سورة الأنعام:5٨﴾
كان
زكريا عليه السلام يعمل عمل النجار لكسب معاشه و لما ولدت حنة مريم عليها السلام
فنذرت لله تعالى و سلمتها إلى محراب (هيكل) و اشتاق الجميع لكفالتها لقداستها و
كرامتها فقرع فظهر اسم زكريا لكفالتها و أصبح كفيلا لها و كانت زوجة زكريا
"اليشع" و والدة مريم "حنة" كانتا أختين شقيقتين و لذا كان
زكريا أقرب إليها من كونه زوجا لخالتها.
يقال
إن زكريا عليه السلام كان 120 سنة وعلى قول البعض أنه كان تسعين أو سبعين سنة و
كانت زوجته 98 سنة ولكن ما كان لديه ولد لأن زوجته كانت عقيمة ولكن لما رأى أثمارا
من غير موسمها و عرف أنها كان من فضل الله تعالى الذي أكرمها به فتفكر أن الذي
يقدر على أن يررقها الأثمار من غير موسمها يقدر أيضا على أن يهبني ولدا.
فدعا
زكريا عليه السلام الله :
(هنالك
دعا زكريا ربه) قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ﴿سورة آل
عمران: ٣٨﴾
كما
أن كل أب يتمنى أن يرثه ابنه و يفى حق الوراثة تمنى زكريا عليه السلام أيضا أن
يكون له ولد يرثه و يقوم بمسؤوليات الدعوة إلى الله تعالى و الاهتداء ببنى إسرائيل
إلى الصراط المستقيم فاستجاب الله دعائه.
مرة
كان زكريا عليه السلام يصلى في المحراب فظهر ملك و بشره بغلام:
يا
زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ﴿سورة مريم : ٧﴾
فرح
زكريا بالبشرى و سأل الملك حيرة و استعجابا:
"
رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر﴿سورة آل عمران : ٤٠﴾
قال
الملك:
كذلك اللـه يفعل ما يشاء ﴿سورة آل عمران : ٤٠﴾
ثم
دعا زكريا ربه أن يجعل له آية يعرف بها أن البشارة قد حان موعدها كما قال تعالى:
قال
رب اجعل لي آية. ﴿سورة آل عمران: ٤١﴾
قال
تعالى:
قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا
واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار ﴿سورة آل عمران: ٤١﴾
فلما
حان موعد البشرى اشتغل زكريا عليه السلام بذكر الله تعالى أكثر من قبل و قال لبنى
إسرائيل أنه سيذكر الله تعالى كثيرا و يصوم له ثلاثة أيام و لا يتكلم مع أحد إلا
رمزا و كان بنوإسرائيل أيضا فرحوا بالبشرى لأنهم علموا أن خليفة لزكريا عليه
السلام سيظهر لهم و يهديهم إلى الصراط المستقيم كما يستفيدون بعلومه.
قال
تعالى في القرآن الكريم:
كهيعص
﴿١﴾ ذكر رحمت ربك عبده زكريا ﴿٢﴾ إذ نادى ربه نداء خفيا ﴿٣﴾ قال رب إني وهن العظم مني واشتعل
الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا ﴿٤﴾
وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا ﴿٥﴾ يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب
رضيا ﴿٦﴾
يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ﴿٧﴾ قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي
عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا ﴿٨﴾
قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ﴿٩﴾ قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا
تكلم الناس ثلاث ليال سويا ﴿١٠﴾
فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ﴿سورة مريم : 1- 11﴾
و
قال تعالى:
وزكريا
إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ﴿٨٩﴾ فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا
له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين
﴿سورة الأنبياء : 89 - ٩٠﴾
هنالك
دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ﴿٣٨﴾ فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في
المحراب أن اللـه يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من اللـه وسيدا وحصورا ونبيا من
الصالحين ﴿٣٩﴾
قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك اللـه يفعل ما
يشاء ﴿٤٠﴾
قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك
كثيرا وسبح بالعشي والإبكار ﴿سورة آل عمران : 38- ٤١﴾
كان
زكريا عليه السلام مازال يدعو بنى إسرئيل إلى الصراط المستقيم و ينبههم على ما كان
خلاف الشريعة الغراء الموسوية و ينكر على عصيانهم و طغيانهم ولكن بنى إسرائيل قد
تجاوزا ا جميع حدود العصيان و التمرد و لم يقبلوا أي أثر لنصائحه و تذكيره و على
عكس ذلك أصبحوا أعداء له و تصدوا على قتله حتى أمر الملك يهودا يوآس أن يرجموه
فهاجم بنو إسرائيل و رجموه يوما حينما كان في بيت المقدس قرب المذبح.
"و
سيصبح قتلكم الأنبياء إلى عهد زكريا سوط عذاب عليكم و قتلتم زكريا بين هيكل و
مذبح"
(انجيل
برناباس)
العقم
مرض يصاب به الرجل و المرأة كلاهما و ينقسم إلى قسمين:
1. العقم
الأولي
2. العقم
الثانوي
العقم
الأولي يكون جنينيا يعنى أن تكون جميع أعضاء التوليد موجودة ولكنها لاتصل إلى
كمالها و لا طريق للصبغيات الجنسية إلى الرحم أو يكون أنبوب الفرج مغلقا.
العقم
الثانوي أن تنكمش الأعضاء التناسلية لأجل حدوث نوع من التعفن ( من التورم و
الحموضة وكون الحيض غيرطبيعي مع إصابة الوجع و فقدان الحيض و وجود هرمونات
الاستروجين الأنثى و عدم نشأ هارمونات فروجسترون طبيعيا و الهيجان العقلى و عدم
نشأ البيوضات البيض أو البلوغ إلى سن الأياس) أو عدم وجود الهورمانات في أنبوب
الرحم لاتبقى صالحة للتوليد.
قال
الله تعالى في قصة زكريا عليه السلام:
فاستجبنا
له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه ﴿سورة الأنبياء: ٩٠﴾
قبل
الله تعالى دعاء زكريا عليه السلام و أصلح عقم زوجته فإنه على كل شيء قدير و يفعل
ما يشاء.
من
قانون التصرف أن الخيال إذا يركز على نقطة واحدة و يكمل اليقين فتظهر الإرادة في
صورة المظاهر و إذا يغلب اليقين على الشك فيقبل الله الدعاء و الأنبياء يتيقنون في
كل حال بالله تعالى فإن زكريا عليه السلام لما دعا الله تعالى بأن يهبه يحيى فبشره
الله تعالى وقال:
"قال
آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا و سبح بالعشي و
الابكار"
لما
ظهرت الآية أكثر زكريا في العبادة و الذكر و قال لحوارييه أن يكثروا الذكر
والدعاء.
كان
استغرق ذهن زكريا عليه السلام في أن الله تعالى سوف يهبه ولدا حينما كان ساكتا
خلال ثلاثة أيام و لياليها يعنى أربعة آلاف و ثلاث مأة و عشرين دقيقة كما يمكن
تفسير ذلك أن ذهنه قد أعاد الخيال مع اليقين مرارا تكرارا أنه سيكون أبا و بذلك
قدتولدت الحرارة في بدنه و عاد نظام توليده.
إذا
نقوم بعمل مرارا فنفوز عامة لأن أن اليقين الذي هو قوة عظيمة بنفسها ترتبط بعملنا
المستمر. و من المعلوم لا عبرة للبدن الإنساني إذا لم يكن فيه الروح و الروح هو
أمر الرب الكريم كما قال تعالى في القرآن "قل هو أمر ربي" فإن الخيال
إذا يكون مركوزا على نقطة مع اليقين الكامل فيتحرك فيه الأمر الإلهي و يظهر كل ما
في إرادة الإنسان بسهولة.
خواجۃ شمس الدين عظيمي
لقد صدق من قال من كبار الناس إن كل إنسان لابد أن يكون له هدف
لحياته و إلا لايعد من الإنسان مع كونه من ذرية آدم. و مما يجدر بالذكر أن الله
عرف آدم بآدم نفسه و دعاه بكلمة آدم إلى
أن شرفه بعلوم صفاته و أسرار الكون فقال للملائكة بأن يخضعوا لحكمه. وإذا يذكر
الله تعالى التخليق في القراآن يأتي بأنواع من الأمثلة لتوضيح نظام التخليق كما
أنه يقول عن خلق الإنسان:
"ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" (سورة التين )