Topics
معنى
ذو الكفل اللغوي "ذو الحظ" و أتى ذكره في سورتي القرآن الكريم من ص و
أنبياء.
وإسماعيل
وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين ﴿ سورة الأنبياء: ٨٥﴾
واذكر
إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار ﴿سورة ص: ٤٨﴾
لما
بلغ اليسع عليه السلام عمر شيخوخته جمع بنى إسرائيل في مكان و قال الآن أريد أن
أجعل خليفة لي و لكن سأجعل الخليفة من يعدني بثلاث. أولها أن يصوم نهاره و ثانيها
أن يعبد ليله و ثالثها أن لايغضب أبدا. ولما سمع الشرائط الثلاثة لم يقم إلا واحد
من الجلساء وقال لبيك أنا مستعد لذلك ،
وبذلك فض اليسع عليه السلام الاجتماع. وعقده اليوم الآتي و طرح على الحضور
نفس الأسئلة فلم يدكد يقوم أحد من الجلساء إلا من قال بالأمس و أعاد ما قال بالأمس
بأنه مستعد لذلك و لكن اليوم أيضا حل المجلس على ذلك وانعقد الاجتماع في اليوم االثالث
و أعلن نفس ما أعلن في اليوم الأول فوقف نفس الرجل و أعاد وعده و ذلك ميثاقه حتى
جعله اليسع نائبا له و كان ذللك الرجل ذالكفل عليه السلام.
و
من عادة ذي الكفل أنه كان يقيل في الظهيرة ساعة و يعبد ليلا و يصوم نهارا و يجتنب
عن االغضب وكان ابليس عدو الإنسان الأزلي و سيكون عدوا له إلى يوم القيامة كان يبحث دائما عن حيلة يضل
ذاالكفل عن جادة الحق و يجعل أسبابا تؤدي إلى انحراف ذي الكفل عما كان وعد بها
اليسع عليه السلام من وعوده الثلاثة. مرة أتى إليه في شكل رجل مسكين و شيخ ضعيف في
الظهيرة حينما كان يستريح ذوالكفل و طرق بابه فخرج ذولكفل فقص ابليس عليه قصة
الظلم و الجور عليه و أطالها حتى انتها وقت نومه فقال له ذوالكفل أن يأتي في
المساء و لكنه لم يأت في ذلك الوقت بل وصل في نفس الظهيرة إليه غدا أيضا و أقض
عليه مضجعه و الآن قال ذوالكفل لزوجته أن لا تفتج الباب لأحد في الظهيرة لأنه يقيل
فيها. و لكن حضر الشيطان في نفس الوقت و أصر على فتح الباب ولكن لما لم يحصل على
الاذن دخل عليه من السقف عن طريق قوته الابليسية فقال له ذو الكفل أأنت ابليس؟ قال
نعم أنا إبليس ولكني و ذريتي قد فشلنا و لم نقدر على إضلالك و قد صدق الرب الكريم في
كتابه المجيد "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".
يختفي
درس عبرة لنا فيما ذكر من القصة أن الشيطان هو عدولنا و هو يتفكر في إضلال
الأنبياء أيضا و يخطط لذلك فإن ذالكفل كان ينام لساعة قليلة في الظهيرة تفكر
الشيطان أنه لو يحرم من النوم في الظهيرة و يقض عليه مضجعه تضمحل أعضائه فحينذ
لايستطيع أن يفي بوعده و لكن قد فشلت جميع تدابيره ضد ذي الكفل و لكن نصره الله
تعالى ووقى من شرور إبليس.
و
إذا نتفكر في الشرائظ الثلاثة نصل إلى نتيجة مايلي:
1.
قال الله تعالى أنا جزاء الصوم ، يعنى
أن حواس الصائم تصبح لطيفة بحيث يقدر على رؤية الباري بفضله وكرمه.
2.
يُكرَم العباد الصالحون الذين يسهرون
الليالي و يعبدون فيها بقرب الله تعالى فإن الله يأمر النبي الخاتم بأن يتلو
القرآن الكريم ليلا:
يا أيها المزمل ﴿١﴾ قم الليل إلا قليلا ﴿٢﴾ نصفه أو انقص منه قليلا ﴿٣﴾ أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا
﴿سورة المزمل: ٤﴾
3.
قال الله تعالى: والكاظمين الغيظ
والعافين عن الناس واللـه يحب المحسنين ﴿ سورة آل عمران : ١٣٤﴾ و معنى ذلك أن الله لا يحب بل ينزل
غضبه و عقابه على من يعضب.
خواجۃ شمس الدين عظيمي
لقد صدق من قال من كبار الناس إن كل إنسان لابد أن يكون له هدف
لحياته و إلا لايعد من الإنسان مع كونه من ذرية آدم. و مما يجدر بالذكر أن الله
عرف آدم بآدم نفسه و دعاه بكلمة آدم إلى
أن شرفه بعلوم صفاته و أسرار الكون فقال للملائكة بأن يخضعوا لحكمه. وإذا يذكر
الله تعالى التخليق في القراآن يأتي بأنواع من الأمثلة لتوضيح نظام التخليق كما
أنه يقول عن خلق الإنسان:
"ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" (سورة التين )