Topics
كان
داؤود يعيش في قرية فلسطين "بيت لحم".
و كان أصغر إخوته الثمانية. و كان يرعى الأعنام و النعاج ، و كان أحمر
اللون ، مدورة العينين ، قصير القامة ، وجيه الشكل ، قويا. كانت على وجهه لحية كثة
صغيرة. كان شجاعا للغياية حتى يقتل الأسد
أو الذئات التي تهجم الأغنام و كان ماهرا في استعمال المقلاع و لذا كان لديه العصا
و المقلاع دائما. و كان مشهورا في المقلاع و يرمي الأحجار من المقلاع بشدة حتى
كانت تكسر ماكان يهدفه كسرا. و كان لسانه عذبا. و كان مثقفا و مؤدبا. و كان محبوبا
لدى كافة الخلق و يحترمه الناس و كان ماهرا في إضراب المزامير.
و
كان لدؤود إذن للخول في البلاط الملكي لطالوت عليه السلام. يقال إنه اخترع كثيرا
من آلات الموسيقية من المصرية و العبرية و البابلية و غيرها من المزامير.
و
في آخر عمر سموئيل كان الله أوحي إليه و أخبره بنبوة داؤود عليه السلام و فلقيه
سموئيل ودعا له بالخير و البركة.
ذات
يوم كان داؤود عليه السلام يمر بغابة إذ خاطبه حجز مطروح على الأرض:
"أنا
حجر موسى، خذني بيدك، أنا الحجر الذي أهلك موسى عن خلاله فلانا (عدوه)"
أخذ
داؤود الحجر و وضعه في محفظته و ما مشى غير بعيد حتى صاح حجر آخر:
"أنا
حجر هارون."
فأخذه
بيده و وضعه أيضا في محفظته. و مشى على طريقه غير بعيد حتى لقيه حجر آخر و قال:
"أنا
حجر داؤود الذي هو نبي الله تعالى و يقتل جالوت عن طريقي"
ولما
التقت الأحجار في المحفظة صارت حجرا واحد بقدرة الله تعالى.
لما
واجهت جنود طالوت و جالوت بعضها البعض نزل القائد العام جالوت من فرسه إلى الميدان
و عليه الدرع و الخوذة و نادى للمبارزة و
كانت قامته ستة أزرع (و معنى ستة أزرع في التوراة أنه تسع أزرع و شبر) و الدرع
الذي كان يلبسه يزن خمسة آلاف مثقال (مثقال يساوي 41.2 ذرة و تساوي توله 12 ذرة
فتساوي 5000 مثقالا 1875 توله أو 21.50 كغم) و على فخذه سبعة يوش (و في متتحف موزي.
قد عرض فيه ألبسة الحرب للملوك القديمة و تشمل على صديرين للنحاس و الخوذة
الحديدية و سلاسل أمام الوجه و الخفين من النحاس من الرجل إلى الركبة و ذلك كان
لباس الأقدمين الذين كانوا يلبسون مثل هذه الألبسة الثقيلة و يقاتلون في الحرب) و
كان بين كتبفيه رمحة للنحاس و كانت الرماح كالجذع كما كان مقدم الرماح وزنها 600
مثقالا يحمله جندي و يمشي أمام جالوت.
نادى
جالوت في ميدان الحرب للمبارزة صاح بأعلى صوته حتى رن رنين في الميدان ولكن لم
يتقدم أحد من بني إسرائيل لمبارزته حتى استأذن داؤود من طالوت عليه السلام و حضر
ميدان الحرب. و لم يكن بيده سيف ولا رمحة بل كانت بإحدي يديه العصا التي كانت
تساعده في العناية بالأغنام و كانت الأخرى يتعلق به المقلاع و كان على كتفه محفظة
مملوءة بالأحجار.
ولما
رأى جالوت شابا صغير السن و قصير القامة أمامه يدعو للمبارزة فقهقه و تمسخر قائلا:
"أحسبتنى
كلبا أتيت تطرده بالعصا"
أخرج
داؤود عليه السلام حجرا من محفظته و وضعه في مقلاعه و رمى إلى جالوت فاصطدم جبهته
وكسر عظامه و دخل في جمجمته فخر ساقطا على الأرض و تقدم داؤود إليه و قطع رأسه من
سيف نفسه.
دهشت
جنود فلسطينية لما رأت منظر قتل القائد العام و فقدت الوعي تماما و فرت من ميدان
الحرب اغتنم بنو إسرائيل هذه الفرصة و هجموها هجمة عنيفة حتى فازوا بالظفر المبين
بفضل الله تعالى. و لأجل شجاعة داؤود عليه السلام نال القبول و السمعة في بنى
إسرائيل كثيرا حتى زوجه طالوت ابنته و
جعله قائدا لألف جندي.
يا
داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن
سبيل اللـه إن الذين يضلون عن سبيل اللـه لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ﴿
سورة ص : ٢٦﴾
كان
داؤود في جنوب شبه الجزيرة سينا عندما عين قائدا و رئيسا للجنود فأرسل إلى أمير ها
نابال كما يلي:
"انفق
مما رزقك الله تعالى من الأموال و أسباب الحياة" فأساء بمن أتوا بالرسالة
إليه.
ولما
أخبر دؤود عليه السلام بذلك خرج إليه مع أربع مأة جندي لمعاقبته و كانت زوجة نابال
زكية ، قامت بإكرامه و أعطائه الهدايا و لقيت داؤود عليه السلام استعفت عن أخطاء
زوجه و لما أخبرت زوجه نابال فقد وعيه و مات.
و
بعد وفاة طالوت عليه السلام كان داؤود عليه السلام عين نبيا و هو من الأنبياء
الذين كانوا أكرموا بالنبوة و المملكة كلتيهما.
و
سريعا ما بدأ بنوإسرائيل يُعَدُّون من أثقف الأمم في العالم لأجل علم و تفكر و
تدبر داؤود عليه السلام. و استردوا المناطق التي نزعوها الآخرون من بنى إسرائيل. و
قام داؤود بتنفيد الحدود الشرعية في البلاد كما لقن الناس بالحسنات و كان أكرمه
بالعلم الوافر و قوة الإدارك والفهم الكامل.
وشددنا
ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب (سورة ص : 20)
و
كان من عادته أن يصوم يوما و يفطر يوما آخر و يصلى في ثلث الليل.
و
كان داؤود قد أعطي زبورا معناه القطع ، و ذلك يشتمل على أصول و قوانين التوراة ، و
زبور يشتمل على خمسة كتب ، و في كل كتاب عدة مراميز و كل مرموز يحتوي الحمد لله
تعالى و الدعاء منه و الاستعاذة من غضبه و عقابه و الخير في الآخرة.
توجد
في زبور آيات و أدعية تشتمل على بشارة حول منج عظيم يأتي لهداية الناس و كان أطلق
أحيانا عليه كلمة الصادق و أحيانا محمد و في بعض المقامات أطلق عليه كلمة النور و
وشك أنه ذات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
"فإنك
تكرم الصادق بالبركة"
"يا
الله ! تغطه من كرمك كالجُنة"
(زبور:
12/5)
"و
هو سيحكم العالم و يعدل بين الناس"
(زبور:9/8)
"لأجل
نورك و بركته سوف نرى الضوء"
(زبور
: 36/9)
"هو
يشرق صدقك كالنور و يجعل حقك كنصف النهار"
(زبور
: 37/6)
"سيورث
الصادقون الأرض و يخلدون فيها و ينطق الصادق بالعقول و يتكلم لسانه العدل و يكون
في قلبه الشريعة الإلهية و لا يمكن أن يزل عن طريقه"
(زبور
: 37/31/29)
"أرسل
نورك و صدقك و يوصلني ذلك إلى جبلك المقدس و مسكنك"
(زبور:
43/3)
"أنت
أحسن و أجمل من جميع بني آدم و شفتاك مملوئتان بألطاف كريمة فإن الرب الكريم قد
باركك ، خذ سيفك بيدك ، واركب لإقامة العدل و الصداقة و تجعلك يدك اليمنى ذا فضل و كرم لدى الناس و سهامك
سريعة السير ، و هي تدخل قلوب أعداء الملك ، و تخضع الأمم لك."
(زبور:40/5/2)
"أعدوا
طريقا لراكب الصحراء ، و اسمه "ياه". وأنتم فرحون في حضرته ، و هو أب
اليتامى و ناصر الأرامل في بيته المقدس ، و الله تعالى يكرم الواحد أسرة و الأسارى
حرا ، ولكن المتعنت يسكنون على أرض جافة. يا رب أنت لما مشيت أمام رجالك و مررت بالصحراء"
(زبور: 68/7/11)
"و
في عهده سيكون الصادقون فائزين ، و يكون الأمن قائما مازال القمر قائما. و مملكته
ستكون من البحر إلى البحر و من نهر الفرات إلى انتهاء الأرض ، و يخضع له من يسكنون
في الصحراء و ينهزم أعدائه و ملوك الأرض و الجزائر يوفون نذورهم. ، و ملوك سبا
سيبا يأتون بالهدايا، بل جميع الملك يخضعون له ، و جميع الأقوام تطيعه لانه إذا
يغيث المحتاج و يطلق المسكين الذي ليس له مأوى و لانصير فإنه يقي المسكين و يفدي
لهم و يطلق رقبتهم من الظلم و الجبر و تكون دمائهم أثمن في نظره و لايزال يحيون
وهو يعطى ذهب سبا و يدعو الناس له دائما ، و هم يدعو له يوما كاملا. و تزداد
الحبوب على قمم الجبال و أشجارهم تتهتز اهتزاز أشجار لبنان و أصحاب المدن سيكونون
مرتاحي البال كبقل الأرض الأخضر و سيكون اسمه مادامت الشمس تطلع و تغرب."
(زبور 72/17/7)
"يسعد
من يعيش في بيتك ، و هم سيحمدك ، و يسعد من يرجع فضل قوته إليك ، من كان في قلبه
طرق ميون ، و هم يمرون بوادي بكه و يجعلونه مكان العيون ، بل و المطر الأول يملأه
بركة و قوة كبيرة." (زبور: 8/7)
"و
ذلك يكتب لمن يأتي في المستقبل و ينشأ قوم يحمد الله تعالى" (زبور: 102/18)
"يا
الله ! يا محمودي ! لاتسكت......" (زبور 109/1)
"يلمع
النور للسعداء في الظلمة ، و هو رحيم و كريم ، و يسعد من يقرض الناس ، و هو يقوم
بعمله مع الصدق و يُذكر الصادق دائما ، و هو لا يخاف الخبر السيء و يواجه أعدائه و
يتوكل على الله تعالى ، و أعطى المحتاجين و تدوم صداقته ، و يرفع قرنه عزا ، و
عندما يراه الشرير يحزن و يزعج و لاينجح
الأشرار." ( زبور 122/10.اين)
كان
داؤود حسن النغمة و جميل الصوت و يروى أن الماء كان يتوقف عندما يتلو داؤود زبور
بأجمل أصواته و الطيور كانت تجلس قريبة منه و تصحبه الجبال و المواشي و الطيور في
تحميد الله و تسبيحه.
إنا
سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق ﴿١٨﴾ والطير محشورة كل له أواب ﴿سورة
ص: 18 - ١٩
﴾
الأصوات
هي أجزاء حياتنا لا تنفك عنها في حال من الأحوال و هي وسيلة كبيرة للاتصال بين
الناس و تبادل المعلومات فيما بينهم. و بها نعرف كثيرا من الأشياء و نتمتع بها من
تغريد الطيور على الأشجار ، و خرير المياه ، و حركة الدبور و نشيد النغير و نعيق
الغراب و لعبة الغراب ، هدل الحمامة ، نعب الغراب ، صيحة الديك ، كركرة الديك ،
تبطبط البط ، دندنة النحلة ، نشيد البلبل ، صوت الأطفال اللاعبين في الزقاق ، صوت
الهائم فيها ، صوت الماكينات المتحركة في المصانع ، ضجيج الطائرات و كثير من
الأصوات التي لا تحصى. و هناك كثير من الأصوات التي تأتي إلينا و لكن لاتشعر
آذاننا و السسب وراء ذلك أن طول الموج يكون أكثر و أقل من سماعتنا.
و
قد عم استعمال التراساؤند في تشخيص الأمراض المستعصية الصعبة و علاجها و الصنعة و
الحرفة و الدراسة و موجات هذه الماكينات تعمل على أصول الصدى و تقدر على تميز بين
المادة في أحوال مختلفة.
اكتشف
العلم الطبيعي أن دائرة سماعة الإنسان تنحصر في تكرار عشرين هرتز إلى عشرين ألف
هرتز مع أن تكرار الأمواج وراء الصوت يمكن أن يصل من عشرين ألف هرتز إلى عشرين
مليونا. و لذلك لا نستطيع سماع هذه الأصوات.
تنقسم
الموجات إلى قسمين كبيرين ، أولاهما ما تتقدم ذرات الموجات منكشمة و منفسحة و
ثانيتهما ما تتقدم متحركة من الأسفل إلى
الأعلى و هذه القسمة لأقسام الأمواج مبنية
على طول الموج.
يقطع
الموج البعد المخصوص متحركا في الجهة السفلى و العليا و ذلك يقال طول الموج. و في
طول الموج هناك حركتان : حركة الأسفل و
حركة الأعلى و إذا تتم الحركتان تتم دورة واحدة و الدورات التي تتم في ثانية واحدة
يقال إنها تردد الموج إن كان طول الموج أكثر فيكون تردد الموج أقل و لكن إذا كان
طول الموج أقل يكون تردد الموج أكثر.
و
إن كان التردد أكثر من الحد فتكون الأمواح أشعة و تجري مستقيمة ، بما أن طول الموج
أقل و دورته تكون أكثر يمكن للموجات أن تنفذ في أي شيء. و إن الله تعالى قال في
مواضيع متعددة إن كل شيء يحمد الله تعالى يعني كل شيء في الكون ينطق و يسمع و يعرف
البعض البعض.
تسبح
له السماوات السبع والأرض ومن فيهن ۚ وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا
تفقهون تسبيحهم ۗ إنه كان حليما غفورا ﴿سورة بني إسرائيل:٤٤﴾
قال
الشيخ الشاه ولي الله المحدث الدهلوي رحمه الله حول توجيه و تأويل تسبيح الطيور و
الجبال مع داؤود عليه السلام إن النفس إذا كانت قوية الهمة وتملأ بشيء أو كيفية
فيتأثركل ما يتجاوره من الإنسان و الحيوان و النبات و الجماد و تسري تلك الكيفيات
و القوى فيها أيضا ثم تقدر تلك الأشياء على سماع ما يسمع ذلك الشسخص.
ولقد
آتينا داوود منا فضلا ۖ يا جبال أوبي معه والطير ۖ وألنا له الحديد ﴿١٠﴾ أن اعمل سابغات وقدر في السرد ۖ
واعملوا صالحا ۖ إني بما تعملون بصير ﴿سورة سبا: 10-١١ ﴾
1. قلندر
بابا أولياء عالم العلوم الوهبية يكتب في كتابه "تذكره تاج الدين بابا"
"
"إنما
التخيلات و التصورات التي تأتي في أذهاننا لايتعلق أكثرها بذاتنا بل تتعلق بخلق
قريب أو بعيد موجود في الكون في أي مكان و قد وصلت تصوراته إلينا من خلال
الموجات"
و
تحتاج موجات "أنا" إلى التفكير أيضا فإن العلماء الطبيعين يقولون إن
أسرع شيء في الكون هو النور لاغير ، مع أن النور ليس له قوة أن لايبالي بالبعد
الزماني و المكاني و لكن موجوات "أنا" توجد في كل حين و آن و لا يحول في
طريقها الزمان و المكان.
2. منذ أن
خلق الإنسان أن الموجات الصوتية تخبر من يسمعها كما أن البكم يقول كل ما في قلبه
من حركة شفتيه فقط و الحيوان يخبر حيوانا آخر من غير صوت عن أحواله ، و الأشجار
يتكلم البعض مع بعضها. و ليست المحادثة تجري بين الشجيرات القريبة و لكنها تجري
بين الشجيرات التي يبعد البعض من بعضها على بعد الألف الأميال. و هذا القانون رائج
في جميع الجمادات و النباتات و الحيوانات كما أن نفس القانون كان يجري عند كانت
الجبال و الأحجار و الوحوش و الطيور تسبح مع داؤود عليه السلام.
3. والشعور
الواحد يجري في جميع أشياء الكون. و كل موجات الشهود و الغيب يعرف البعض معنى
البعض و إن كانت على بعد طويل. و إذا نقوم بالتفكر الدائم نحصل على أحوال كوكبنا
والكواكب الأخرى. و يمكن أن نفهم لغات جميع خلائق الكون إذا نحصل علوم موجات
"أنا". و ذهن الإنسان يتحلل في اللشعور الكوني إذا يقوم المرء بالسعي
المتواصل و العمل الدائم.
كان
قد أعطى الله سبحانه تعالى داؤود عليه السلام قدرة على الحديد كما كان له يد طولى
في صوغ الحديد بأيديه. و خبراء الآثار العتيقة قد اكتشفوا أن استخدام الحديد قد
ابتدأ أولا قبل ألف أو مأتين و ألف سنة بولادة المسيح عليه السلام و كان ذلك عهد
داؤود عليه السلام.
واكتشف
الناس عن طرق قاموا من خلالها بصنع الأشياء من الحديد و لكنها كانت صعبة فكانت
الأشياء المصنوعة منها تعد أغلى في السوق فتقدم النبي داؤود عليه السلام بالطرق و
الوسائل قد عم استخدام الحديد لأجلها و لأجل الخبرة الكاملة و اليد الطولى في
استخدام الحديد جعلت جنوده تفوز بالظفر في الحروب لأن الحفظ والوقاية كان تضمنها
الدروع في زمانه.
الموسيقى
هو أغنية أنيقة عندما تكون آلات الموسيقى جيدة و إنما يمكن إنشاء اللهجات الموسيقية
الجديدة إذا كان المرء يعرف قوانين الموسيقى و يكون له يد طولى في ذلك. كان داؤود
أحلى الصوت و أجمله و يعرف قوانين الصوت فاخترع الموسيقى العبري الجديد و دون
أصوله و قام بتجربة على آلات الموسيقى الجديدة من مزامير البابلية و المصرية.
كان
داؤود عليه السلام قانعا بما أعطاه الله تعالى و لا يسرف في ماله و لايأخذ شيأ من
بيت مال المسلمين بل يصنع الدروع الحديدية و يبيعها في السوق ثم يكسب عنها و ينفق
عليه و أهله.
كان
ضابطا في جنود داؤود اسمه "أورياه". كانت زوجته جميلة جدا. فأظهر رغبته
تجاهها لكي يطلقها أرياه و يتزوجها نفسه. و هذا مالم يذكره الكتب الإسلامية ولا
القرآن و الحديث.
كان
الله أكرمه باستعدادات الحكم الصحيح العادل وكان له قوة القضاء والحكم كما قال
الله تعالى فيما يلى من الآيات:
وهل
أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب ﴿٢١﴾
إذ دخلوا على داوود ففزع منهم ۖ قالوا لا تخف ۖ خصمان بغى بعضنا على بعض
فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط ﴿٢٢﴾ إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي
نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب ﴿٢٣﴾ قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى
نعاجه ۖ وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات وقليل ما هم ۗ وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا
وأناب ۩ ﴿٢٤﴾
فغفرنا له ذلك ۖ وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ﴿ سورة ص: 21 - ٢٥
﴾
كان
داؤود مشغولا بذكر الله تعالى فرأى من أعينه الباطنة أن الملائكة ينزلون من السماء
في بيت المقدس الذي هدمهه جالوت فدعا الله تعالى أن يسعده ببنائه.
كان
بنوإسرائيل تركوا تقديس و تكريم يوم السبت الذي أكد عليه التوراة كما أمروا بأن لا
يصطادوا يوم السبت بل يخلصوه للعبادة فقط فاختار أهل مدينة إيله حيلة و ذهبوا إلى
النهر يوم الجمعة و حفروا كثيرا من الحفرة قرب ذلك و جمعوا مياه النهر في تلك
الحفر و كانت الأسمالك تصل مع الماء إلى الحفر ثم أخذوا جميع الأسماك فيها يوم
الأحد و نهاهم داؤود عليه السلام عن ذلك و لكنهم لم يتركوا عملهم هذا. فمسخ صورهم
و جعلهم قردة عقابا لهم كانت عقولهم لم تذهل و إنما حرموا من قوة الكلام ، الرائحة
الكريهة كانت تخرج من أبدانهم و يبكون و استمر ذلك إلى ثلاثة أيام حتى ماتوا. و
كان عددهم 70 ألفا تقريبا.
ولقد
علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ﴿سورة البقرة: ٦٥﴾
و
قام بشرح مسخ الصور كما يلي:
الأسماك
تكون فاسدة الطبيعة و لها رائحة كريهة. و لما استمر بنوإسرائيل على مخالفة أوامر
الله تعالى و أكلها سرى الفساد إلى طبائعهم و أجسامهم المثالية. (يعنى أن العذاء
الذي كان حلالا طيبا قد أصبح حراما بعد أن منع الله تعالى عنه) و القوة التي كانت
تنشأ من رزق الحلال قد توقفت و تغيرت و لما استمر هذا التغير إلى مدة نبتت الأشعار
على أجسامهم و صاروا قردة خاسئين.
كان
لداؤود عليه السلام قوة في أيديه حتى كان الحديد يصبح لينا بسهولة في أيديه و كان
يصنع منه الدورع من غير صعب.
عهدنا
الراهن هو عهد العلم الحديث و ازدهر العلم إلى أن أصبح شرح كل عقدة سهلا جدا. فإن
الفرق بين شعاع ليزر و الأضواء الأخرى أن الضوء العام يتكون من سبعة ألوان و لكن
الليزر هو شعاع للون واحد. وإذا يعبر الضوء العام من خلال منشار الزجاجة ينقسم إلى
سبعة ألوان و لكن الليزر يبقى على لون واحد و وسعة ليزر يكون أقل من الأنوار
العامة فإن شعاع النور العام إذا يُلْقَى على جدار يقع على بعد 1000 قدم و ينتشر
الضوء في محيط 200 قدم و تضعف قوته. هذا، وإن الليزر لا ينتشر أكثر من نصف قدم أو
قدم و تكون قوته على حاله و ذلك لأن الطول الموجي (wavelength) كل لون يشمله الضوء العام يكون
مختلفا.
و
إذا يصدم علو الموج خفضه فيرد بعضهما البعض و هذا هو السبب أن الضوء العام يبدأ
السفر في جهات مختلفة بعد أن يخرج من منبعه. و يكون العلو الخفض في الليزر
متماثلين و متساويين. ولذك تربط أشعته و تتحد و تسافر إلى جهة واحدة و تبقى على
حالة واحدة.
و
يتحرك ماليكيول كل شيء بتكرر خاص و إذا يتأثر عليه الكهرباء أو الحرارة فيخرج
الفوتون من كل ذرة عنصرية و لايتعلق هذا الإخراج بفوتون يخرج من ذرات أخرى. فإن
الشعاع الذي يشتمل على فوتون يصبح خليطا للأمواج الكهربائية المغناطيسية.
و
من أصول الليزر أن لاتخرج الذرة الفوتون بنفسه ولكن يجبر على أن يخرج فيه الفوتون
في جهة واحدة و يكون فيزهم واحدا و إذا
تُوَفَّرُ ذرة الطاقةَ في الحالة العامة فتصعد إلى السطح الأعلى.
و
تسمى هذه الحالة حالة حالة الإثارة ، و تريد الذرة أن ترجغ إلى حالتها الماضية
العامة فتخرج الطاقة التي كانت جذبتها من قبل في شكل حزمة صغيرة و هذه الحزمات
الصغيرة يقال بفوتون. و الآن لو يستخدم طريق يضمن تحرك الفوتون في جهة واحدة و في
كيفية واحدة يحصل لنا شعاع الليزر القوي.
شعاع
الليزر الذي يحتوي على الأمواج المغناطيسية أنه ضوء أحادي الألوان القوي) (mono
chromatic light
التي توجد في الجزء المرئي (visible)
للطيف كما أنه موجود في إشعاع فوق بنفسجي (ultra violet) و الأشعة تحت الحمراء (infra red) ومثاله التقريبي هو النور الخارج من الزئبق
والصوديوم.
أشعة
الليزر التي تستعمل لقطع الأشياء الصلبة أو القيام بالثقب فيها يقال إنها كاربن
دائي آكسائد ليزر الذي يتكون من امتزاج كاربن دائي آكسائد و نائت روجن. و هذه الأشعة تكون قوية جدا و تشتمل على
الأشعة تحت الحمراء و إذا يدخل مثل هذه الأشعة في جسم أحد فتزداد الطاقة فيه و
نتيجة لذلك ترتفع درجة حرارة هذا الجزء لاصطدام الأشعة و تكون أبخرة و تحلل في
الفضاء. لأجل التجارب الجديدة على ليزر و توليده من خلال الطرق الحديثة قد عم
استخدام الليزر في عصرنا الراهن في جميع نواحي الحياة.
طبقا
لعميلة التخليق أن كل شيء و فرد يستقر على شبكة النور ، و هذه الشبكة تشتمل على
الأمواج المفرد ة و المركبة. و الإنسان كما كان فيه الموج المفرد يكون فيه الموج
المركب. و وفقا لعلوم الأسماء الإلهية أن الأمواج المفرد قابلة للتدخر في أي مكان.
و إذا كان داؤود عليه السلام يصنع الدروع و الأشياء الأخرى من الحديد كان يُمضي
أشعة الليزر من بين أصابعه فيكون الحديد لينا و يصنعه ما كان يشاء من الأسلحة
الحربية الأواني الحديدية من زمان دواؤد عليه السلام موجودة في متحف كافي توف
لتركيا وهي كالقدور التي يصنعها الخزاف
بالتراب.
شكل
الكون على جهتين ، كما أن الكون يعيش فيه الخلق الكثير الذي لا يحصى و لا يعد.
ويمتاز الإنس و الجن و الملائكة من بين جيمع المخلوقات و هي توجد على في كل أرض من
أراضي الله تعالى. و أرضنا تحتوي الغازات الكثيرة يغذيها الأنوار و تهب الأنوار في
شكل الأمواج و تعمل الأمواج المفرد في تخليق الجن و الملائكة كما تعمل الأمواج
المركبة في تخليق الإنس و إليكم المثال
الآتي.............
إنما
ينسج الثوب بالسدادة واللحمة. وإذا تفرض السدادة و اللحمة موجة فيقال إن الموجات
المتحركة (سدادة الثوب و لحمته) و إن كانت على حدة و لكن يرتبط بعضها بالبعض. و
كذلك إذا يصنع الثوب من موجة مستقيمة واحدة (من خيط واحد) ، و ننقشت عليه صور
الأعضاء فتكون الصورة للملك أو الجن. و إن أتت حركة أخرى و ترتبط بالحركة الأولى
التي تجري في جهة غير جهة الأخرى فتتكون هناك نقوش كثيرة على الثوب و و تُعَدُّ النقوش
على الثوب على الموجات المركبة أو السدادة واللحمة هو الإنسان و ذلك عالم الإنسان.
الموجة
المفردة هي عالم الجن و الموجة المركبة هي عالم الإنسان و لا يمكن رؤية الجسم
المصنوع من الموجة المفردة مع ما كان يصنع من الموجة المركبة تراه أعين الجسم
المادي.
الموجة
المفردة تمر من خلال كل شيء فإذا يغلب على الإنسان الموج المفرد يمر من خلال
الجدار الصلب بسهولة و يطير في الفضاء و يسبح في البحار و يغير ماهية أي شيء.
ليس
عالمنا المادي الصلب شيء مهم للملائكة و هم يمرون عبر الجدران الكثيفة الصلبة كذلك
الجن أيضا لايصعب عليهم المرور خلال المواد الصلبة من الجدران و غيرها و إذا يلقى
الحديد في النار تُغَلِّبُ حرارة النار بدرجة 1539 المؤوية النسمة المفردة للحديد
على النسمة المركبة له لذلك يلين الحديد.
و
إذا كان داؤود عليه السلام يقوم بإرادة تليين الحديد عن طريق العلوم التي علمها
الله تعالى إياه فيصبح الحديد لينا في يده معناه أن الموجات المركبة التي تجري في
أيديه كانت تتغير إلى نسمة مفردة بدرجة 1539 المؤوية في أيديها. و إذا يكمل عمله
تعود الأمواج المفردة إلى حالتها السابقة و تصبح أمواجا مركبة كما تعود أيديه إلى
حالة عادية أيضا.
و
معنى ما ذُكر آنفا أن داؤود عليه السلام كان عارفا بمعادلة أشعة الليزر و لذلك
حينما كان يستخدم الأشعة الليزر يصبح الحديد لينا ثم يصنع منه الدروع و السلاسل و
القلنسوة الحديدية و ما إلى ذلك من أسلحة الحرب.
خواجۃ شمس الدين عظيمي
لقد صدق من قال من كبار الناس إن كل إنسان لابد أن يكون له هدف
لحياته و إلا لايعد من الإنسان مع كونه من ذرية آدم. و مما يجدر بالذكر أن الله
عرف آدم بآدم نفسه و دعاه بكلمة آدم إلى
أن شرفه بعلوم صفاته و أسرار الكون فقال للملائكة بأن يخضعوا لحكمه. وإذا يذكر
الله تعالى التخليق في القراآن يأتي بأنواع من الأمثلة لتوضيح نظام التخليق كما
أنه يقول عن خلق الإنسان:
"ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" (سورة التين )