Topics
كان اسم والدة نوح عليه السلام سخا بنت
أنوش. و كان وطنه العراق و في قديم الزمان كان يسمى ذلك بكلدانية (Chaldea).
كان قوم سيدنا نوح عليه السلام لايحبه بل
يبغضه و يكون عدوا له والناس كانوا غاضبين و متنفرين منه كما أن القوم قد بنى خمسة
أصنام قوية الجثة و طويلة الهيكل و كان اسم الصنم الأول "ود" و شكله
كشكل الرجل و اسم الصنم الثاني "سواع"
و كان على شكل امرأة كما كان الصنم الرابع "يعوق" الذي كان على
شكل الفرس، و الصنم الرابع يسمى باسم النسر لانه كان على شكل "نسر".
و قبل أن بعث الله سيدنا نوح عليه السلام
نبيا كان قد نسي الله قومه وحدته
و اختاروا الأصنام التي بنوها بأنفسهم آلهة لهم وأصبحت عبادة الأصنام شعارا
لهم فأرسل الله نوحا نبيا و رسولا إليهم.
و نادى نوح قومه و دعا إلى دين صادق صحيح و
لكنهم لم يطيعوه بل أنكروا عليه و حقره رؤساء القوم و أصحاب الثروة تحقيرا للغاية وقالوا إن نوحا ليس أفضل منا في
الثروة والمال كما أنه ليس بملك فكيف يكون مرشدا لنا و لماذا نطيعه و نقوم بامتثال
أوامره.
وما فترت همة سيدنا نوح عليه السلام من أجل
مخالفة القوم إياه بل وازدادت و عزمت ارادته فلم يزل يدعو قومه إلى الله تعالى
ويكذب آلهتهم الكاذبة والقوم كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم لكي لايسمعوا دعوته و
إرشاده إلى الله تعالى و يقولون:
"إنك تحقر و تنكر الآلهة التي كان يعبد
آبائنا و إنك تهين ديننا و تنذرنا من العذاب مع أن أوضاعنا و أحوالنا أحسن
منا."
و إذا يرون أن ضعفاء القوم و مساكينهم
يتبعون نوحا فيقولون:
"لسنا
كمن يتبعوك و ويجعلوك مقتدى لهم"
و كانو يعتقدون أن هؤلاء الذين يتبعون نوحا
هم من ضعفاء القوم وليس لهم رأي و لا لديهم عقل و فهم و ذكاء ولو رضوا بالاستماع
إلى نوح سألوه أن يطردهم من عنده لأنهم كانوا يحقرونهم و لايمكن لهم أن يجالسوهم
من الضعفاء و المساكين.
قال نوح لهم:
"ولو أتفكر في القيام بمطالبتكم هذه
فلن يبقى لي مأوى ولا ملجا من عذاب الله
تعالى و إن الله يقدر لإخلاص و يقيمه ، و جميع الناس عباد الله تعالى و إن الله لا
يحب الكبر و الغرور و يحب العجز و التواضع و الإخلاص و قد أتيت إليكم بالهداية و أنا
رسول الله إليكم ، و و تبليغ رسالة الوحدة الإلهية هو نصب عيني ، و نظام
الرأسمالية هو نظامنا الذي قد اخترعنا بأنفسنا و ليس ذلك من الدين في شيء ، و
اذكروا بأن ملكا لا يرسل إلى العباد للهداية و الصلاح ، و بما أنه ليس لهؤلاء الضعفاء الذين آمنوا
بالله تعالى بالصدق واليقين مال و ثروة كثيرة تظنونهم أحقر الخلائق ، اعلموا أن سعادة الدنيا و الآخرة ليست بتابعة
لثروة الدنيا الظاهرة و السعداء هم الذين وفقهم الله تعالى بالإخلاص و العمل
الصالح و قدر الله لهم الطمأنية و رضاه.
والفسقة من القوم الكافرين كانوا يحضرون
مجلس سيدنا نوح عليه السلام و يزعجون الشركاء و يبذلون قصارى جهودهم للامتناع عن
التبليغ و الدعوة.
قال تعالى:
قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ
لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ﴿١١٦﴾ (سورة
الشعراء)
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ
فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ﴿٩﴾ (سورة القمر)
ساهمت زوجته مع المشركين
في القيام بإيذائه. قال الله تعالى:
فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن
قَوْمِهِ مَا هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ
عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا
فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴿٢٤﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّىٰ
حِينٍ ﴿٢٥﴾ (سورة
المؤمنون)
و قال لهم نوح مراراً و
تكراراً:
لا أسئلكم عليه من أجر و لاأريد مالا و جاها و منصبا منكم إن
أجري إلا على الله تعالى و هو خير الشاكرين.
و سيدنا نوح عليه السلام مازال يسعى لإصلاح قومه و القيام بما
ينجيهم من عذاب أليم ولكن الكافرين زادوا إيذاء و إهانة و عنادا و عداء بقدر ما
زاد سيدنا نوح عليه السلام تبليغا و إصلاحا لهم و أخيرا لم يمتنعوا من الجحود.
وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا
وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴿نوح: ٢٣﴾
و قالوا لنوح:
قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا
فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ
﴿٣٢﴾
(سورة هود)
فقال سيدنا نوح عليه
السلام لهم:
" إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّـهُ
إِن شَاءَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ﴿٣٣﴾ (سورة هود)
ولما يئس سيدنا نوح عليه
السلام من قومه و قد أحاطهم الضلالة و العناد و الجحود من الجوانب الأربع و لم تبق
لمعة رجاء للهداية والإصلاح فغمره موج من
الحزن.
دعا سيدنا نوح عليه السلام
قومه إلى الله لمدة تسع مأة و خمسين سنة ولكن لم يؤمن إلا أربعون ، و في بعض
الروايات كان عدد من آمنوا ثمانين. فسلى الله تعالى نبيه نوح عليه السلام و قال
إنه لايجديك الحزن على من لم يؤمنوا بالله تعالى لأنك قد قمت بأداء واجباتك و
الوفاء بمسؤولياتك وقد آمن من كان الله قدر لهم الإيمان. ولما علم سيدنا نوح عليه
السلام أنه ما أهمل في أداء واجباته ولكن الناس لم يؤمنوا فسادا و طغيانا فدعا
الله تعالى كما يلي:
وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى
الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿٢٦﴾ إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا
فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿٢٧﴾ رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ
مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا
تَبَارًا ﴿٢٨﴾ (سورة نوح)
و تقبل الله تعالى دعاء
نوح و أمره بأن يصنع سفينة لكي يأمن المؤمنون من العذاب الذي سينزل على الكافرين و
بدأ سيدنا نوح عليه السلام يصنع السفينة من ألواح الخشب و وفقا لرواية إنجيل كان
طول السفينة 480 ذراعا و عرضه كان 78 ذراعا كما كان ارتفاعه 30 ذراعا. و طبقا
لرواية بعض نسخ إنجيل القديمة أن طرفا السفينة ارتفعا إلى العلاء و اقتربا على
ارتفاع 30 ذراعا حتى لم يبق بينهما إلا فصل كيوبت فقط.
كانت أرضية السفينة مستطيلة
و كانت تحتوى على عدة طبقات و ذهب صانعو السفينة المهرة إلى أن تلك السفينة كانت
مثالا رائعا للتكنولوجية الحديثة ولم يمكن صنع أي سفينة أحسن من سفينة نوح التي
كانت صنعت على طراز يحفظ من المطر و
والماء والطوفان البحري والوحل. و مثالا لذلك أن
أن رجلا I.K. Bruvel صنع
سفينة مثل سفينة نوح و سافر في البحر و كافح كثيرا من الطوفان البحري في أسفاره
المتعددة. و ناقلات النفظ الكبيرة تصنع
على نفس ذلك الطراز.
و يتضح من الآية رقم 41 من
سورة يسين أن الإنسان كان لايعرف كيف يجوب البحار و كانت سفينة نوح هي كانت أول
سفينة للجنس البشري على وجه الأرض.
و إن علما كان شرف
الله نوحا به وقام بذلك بإعداد السفينة قبل الآلاف من
السنوات التي كانت أعلى مثالا للتكنوجية الحديثة و قد أصبحت نموذجا قويا للذين
يقومون بصنع السفينة في العصر الحاضر
والمقبل.
و لما رأى الكفار سيدنا
نوح عليه السلام يصنع السفينة جعلوا يسخرونه و يطعنونه ولكن مع كل ذلك كان نوح
عليه السلام مادام مشغولا بصنع السفينة حتى تم صنعها يوما. و قرب موعد العذاب فرآى
نوح عليه السلام أن الماء بدأ ينبع من الأرض فأمر الله تعالى نوحا أن يركب
المؤمنين في السفينة و يضع زوجين من كل حيوان فيها و لما تم الركوب و وضع الأزواج في السفينة أمر الله تعالى:
"يا ماء امطر!"
و أمر
ينابيع الأرض :
و كانت السفينة تسبح في
هذا الطوفان العظيم و المطر والرياح الشديدة التي مازالت تبقى إلى مدة حتى غرق
جميع المنكرين و الكافرين و وجدوا ما وعد ربهم حقا.
دعا الله سيدنا نوح عليه
السلام بأن يحفظ ابنه من عذاب الطوفان.
فقال الله تعالى:
وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي
وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿هود:
٤٥﴾
وقال تعالى:
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ
أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ
عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ
فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ
إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿
هود : ٤٦﴾
فقال نوح عليه السلام:
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ
أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ
وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (هود:
47 ﴾
قِيلَ
يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ
مِّمَّن مَّعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا
عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٤٨﴾
يتضح من كلام الله تعالى أن النجاة والوقاية
من عذابه لايمكن الحصول إلا باليقين و الإيمان بالله تعالى و ليس شيء من الثروة
والمال لايغنى عن ذلك في شيء.
دعا سيدنا نوح عليه السلام ابنه إلى الإيمان
في نهاية الأمر لكي يصون من العذاب ولكنه أجاب :
قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي
مِنَ الْمَاءِ
قال سيدنا
نوح عليه السلام:
قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ إِلَّا مَن
رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (سورة هود:
43)
مازال المطر ينزل من السماء أربعين يوما حتى غرق كل شيء و أمطرت السماء كما كانت الأرض تنبع الماء و
كانت السفينة تسبح على الأرض لمدة ستة شهور و بعد ذلك استقرت على قمة الجودي. و
بما كان الماء كثيرا مازالت السفينة تجري عليه حتى بعد أن توقف الطوفان بأربعين
يوما.
"و مادام الطوفان يبقى على الأرض لمدة أربعين يوما ، فاض
الماء و ازداد و ارتفعت السفينة إلى العلاء فالسفينة والجبال المرتفعة قد احتجبت ،
و كان الماء ارتفع إلى العلا على قدر خمسة عشر ذراعا و غرقت الجبال و جميع
الحيوانات التي كانت تمشي على الأرض و الطيور و الوحوش و الحيوانات التي تدب على
الأرض ماتت."
(كتاب المقدس : باب الخلق: 17- 21)
و يروى في التوراة أن قمة جودي تقع في جبل أراراط. ومنطقة أراراط
هي التي مستطيلة بين نهر دجله و
فرات من ديار بكر إلى بغداد. و الماء قد بدأ يجف رويدا رويدا و مسافروا السفينة
نزلوا منها بأمن و سلامة و كل شيء سوى مسافري السفينة قد غرق. و الذين نجوا عمروا
الأرض من جديد.
ولأجل ذلك أن سيدنا نوح عليه السلام كان لقب بإبي البشر الثانى
أو آدم الثاني و أول الرسل في الحديث
النبوي عليه السلام.
وفي كتب اليونان و الهند و الصين بالإضافة إلى ملايا و جزائر
الشرق و آستريليا و نيوغني و أمريكا تروى روايات مسلسلة الآن و فيما قبل أن كل
ستين سنة تعد سنة واحدة للحوادث الذاتية و الاجتماعية.
و حادثة سيل نوح عليه السلام هي حادثة تذكارية عند الهنود وهم
كانوا يعدونها "جل فريان".
وفي أثناء عملية الحفريات في مدينة أر القديمة قرب خليح فارس في
عام 1929 كان قد اكتشف تراب كثيف يستوى على حد عشرة أذرع في قعر الأرض. و بعد أن قام علماء العلم
الطبيعي بمعائنته أعلنوا:
"و مما يثبت من التحليل للعلم الطبيعي أن طي الأرض هو من
باقيات الطوفان العظيم و قد اكتشف مثل هذه الطيات في أمكنة عديدة في أودية أنهر بلاد ما بين النهرين."
يرى علماء الطبيعية للقرن الماضي بأن الماء الماء قد ارتفع فجأة
و أنه كانت غرقت قمم أرفع الجبال و يثبت من علامات الماء على جبال همالا و انديز و
الفس و سلسلة جبال راكيز لأمريكا أن الماء كان ارتفع فجأة كما أن هياكل الحيوانات
البحرية و علاماتها تثبت نفس ذلك. قال الخبرة إن كثيرا من الحيوانات كانت وجدت من
غير نقصان حتى لم تكن أية علامة للجرح الذي يقوم به الوحش أو الحيوان الضاري. و من أوضح الأمثلة أن حيوانا كان قد وجد في
سائبيريا كان جسمه مع شعره و جلده محفوظا في الثلج. و كان هذا الحيوان من
الحيوانات التي كانت توجد قبل آلاف من السنين و الآن مفقودة و جسم و شعر ذلك
الحيوان يشهد بأن موته وقع في حادثة فجأة و العشب الذي كان في فيه هو من الأعشاب
التي توجد في المناطق الحارة فقط.
و خلاصة الكلام في هذا المقام أن رواية السفينة و طوفان الماء
قد غرق العالم لأجله يذكر في جميع الكتب الإلاهية
بالإضافة إلى قصة قد جرت على ألسنة
الناس في جميع الأزمنة و قد استفاد منها العلماء و اكتشفوا كثيرا من
الأسرار التي كانت مخفية من الناس.
كان طوفان نوح طوفانا عظيما أباد العالم بأنه لم يبق شيء من
أشياء ذلك الوقت و لكن هناك ينشأ سوال بأنه كيف قام سيدنا نوح عليه السلام بوقاية
السفينة حتى أنها كانت محفوظة من الماء و طوفانه و لم تنكسر عندما اصطدمت بقمم
الجبال كما أن راكبيها كانوا محفوظين طول مكثهم في السفينة و لم يصب أحد بأي مرض
من الأمراض ولم يصب أحد أحدا بالأذى و نزل
الجميع من السفينة آمنين مطئنين على الأرض بعد الطوفان.
يفيد كتاب التوراة أن سيدنا نوح عليه السلام كان عمره 600 سنة
عندما حدث الطوفان و عاش لمدة 300
سنة بعد انتهاء الطوفان. ولكنه لم يثبت
أنه أين قضى هذه المدة. ذهب المفسرون إلى أن لفظ "الصائبين" استعمل لأمة
سيدنا نوح عليه السلام. و يرى السيد شاه ولي الله الدهلوي أن الصائبين هم
الآرئيون. يكتب سنغ أغروال في كتابه عن القوم الآرئين:
"الآرئيون
الذين أتى بهم "الأب منو" إلى الهند كانوا لايعبدون الأصنام"
و يُذكَر في كتب الديانة الهندوسية:
"أخبر الله تعالى عابدا مؤمنا بأن طوفان سيأتي خلال سبعة
أيام و يهلك الذين يهينوني ، اركب سفينة مع العباد السبع الذين كانوا على الرشد و
الهداية و أجلس معك كل أنواع الحيوانات.
يرى الباحثون أن صحيفة "ويد" نزلت على سيدنا نوح عليه
السلام و صحيفة ويد تشتمل على أربعة كتب منها "رغ ويد و سام ويد و أنوويد و يجر ويد".
و يوجد آيات كثيرة في صحيفة ويد بشر الله تعالى فيها بقدوم
سيدنا رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم
و سمي عليه السلام في ويد ب "نراشس" معناه (محمد) و
"أغني" معناه (حقيقت أحمدي).
يا أيها الناس أن نراشس سيبعث إلى كافة الناس و نعيذه (ذلك المهاجر) من ستين ألف و تسعين عدوا و الإبل كان مركبه و معه 30 ناقة ، و تخضع
لشأن علوه السماوات و ارتفاعها. و يعطى
هذالرجل العظيم 100 دينار و عشر أصحاب و 300 فرسا و 10 ألف بقرة.
(أتهرويد- سورة 20 – آية 127)
"يا أغني (محمد) أن منو (نوح) يصدق رسالتك" (ويد)
"يا نراشس الحبيب (محمد) ذو اللسان الحلو ، و القائم
بالأضاحي ! نحن نتوسل بأضاحيك."
(ويد)
"يا أيها الناس اسمعوا أن نراشس (محمد) سيثنى عليه بين
الناس على حد أكثر" (ويد)
"يا أغني (محمد) نحن نعرفك كنوح (كمنو) قائدا دينيا و
داعيا و معلما للعلوم الدينية و عاقلا
" (ويد)
أخبر في الجزء الثالث للعلوم القرآنية من التأريخ بأنه قبل
الآلاف من السنين كان قوم كفروا بالله تعالى و لم يطيعوا الرسول الهادي فتوجه
القانون الإلهي و أهلك طوفان الهواء و الماء
والمطر جميع من كفروا من الناس.
و تفيد القصة أيضأ:
ولأجل الأختراعات الحديثة للوصول إلى القمر و السفر الفضائي أن
إنسان اليوم يعتقد أن العصر الراهن هو العصر العظيم الذي وصل إلى قمة الرقي و
الازدهار. ولكن ما هي الحقيقة؟ هيا نتفكر في الموضوع و ننظر أ كان هو العصر
المزدهر أم لا؟"
منذ مأتي سنة مازال
العلماء الطبيعيون يسعون أن يثبتوا أن الإنسان يرتقي إلى منازل العلاء من
مئات الآلاف من السنين و الإنسان الذي هو أشرف المخلوقات كان أولا دابة تدب على
الأرض أو قردا يثب من بعض غصون الأشجار إلى بعضها ولكن كل ذلك مبنى على بعض المفروضات
التي يفرضها الإنسان أولا ثم يعتقدعن النتيجة ، لأن الإنسان ليس لديه إلا محضر
أحداث لخمسة آلاف سنة فقط الذي يعد أساس التأريخ الإنساني. ولم يبق إلا أيام حتى
ينتهى درو المفروضات التي فرضها الإنسان ثم يعرف أن ترقية العصر الراهن ليست إلا
شبكة الثروة و المال التي أقامها الإنسان.
تدعو قصة نوح عليه السلام المذكورة في القرآن إلى التفكر فيما
يلى:
·
إن الله هو القادر المطلق
يعز من يشاء يذل من يشاء
·
إن الله يحب العجز و
التواضع و الكبر و الغرور والعجب من
الأعمال المبغوضة عند الله تعالى و إذا كثرت الأعمال السئة في الأرض يبيد الله
جميع من لايطيعونه.
·
كل إنسان مسؤول عن عمله
فإن كرامة الوالد لايكافئ ولا يكفر عن عصيان الولد كما أن سعادة الولد لا تكفر عن تمرد الوالد.
·
و لا يعنى التوكل أن يترك
العمل بل وإن التوكل أن لا يفتر في السعي العملي و يدع العمل للنتيجة إلى الله بعد
أن يبذل قصارى الجهود فإن صنع السفينة للوقاية من الطوفان مثال رائع للسعي العملي.
·
إن كفران نعمة الله تعالى
جهل عظيم للغاية و يؤدي إلى أن تستتر أسرار الله تعالى للأبد و لايزال القوم
الكفرة ينحرفون عن جادة الحق و يستكبرون الله ثم يعذبون و تكونون عبرة للآخرين.
·
إن الماء هو جزء نظام
الكون الذي إذا كان يلعب دورا أساسيا و يمتلك صفات الحياة و من جهة أخري أنه وسيلة
للهلاك و الوبار أيضا.
·
و إن كان الجنس البشري لم
يتفكر في أفعاله و مادام قائما على ارتكاب الجرائم والآثام و لم يشهد بوحدة الله
تعالى طول الحياة فلايكاد البحور أن تتطالم وتعبر حدودها و يتفجر الينابيع من الأرض و تمطر السماء مطرا
غزيرا فتغرق الأرض والجبال ماء و جمال الكون يفنى و ينتهي كما و بهجة القصور و
رونقها و بهائها يذهب سدى.
·
"أَوَلَمْ يَنظُرُوا
فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ
وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٥﴾
(سورة الأعراف)
·
مدالبحر و جزره ينشأ لأجل
القوة الجاذبية للقمر و الشمس. و تمتلك الثقوب السوداء قوة جاذبية بحد حتى تجذب النور و يعتقد أن ثقبا أسود لو يمر بقرب من الأرض
لينشأ الجذب في magma بما يؤدي إلى حدب في
الجزء الذي يقع أمام الثقوب السوداء للأرض و نتيجة لذلك أن الأجزاء التي تقع في
البحر سوف تكون أرضا قاحلة و تنخسف بقرب الحدب و تتغير إلى بحر و كيفية المد
والجزر في البحر تكون بحيث أن الجبال تتحرك بحركة شديدة و يكون الوبار و الهلاك
على الأرض لأجل السيل الجارف نشأ من البحر و يغرق كل شيء و لايبق أي شيء حتى
الماكينة الكبيرة للغاية.
·
و بقرب شاطئ المحيط
الأطلسي (أتلانتيك) قد اكتشفت آثار قارة غرقت فيها و يعتقد أن أهاليها كانوا ماهرين في
الصناعة والحرفة اليدوية وغيرها ولهم تقدم و رقي و ازدهار فيها.
·
و تفيد كتب الهندوس أنهم
كانوا متقدمين و متطورين في شتى نواحي الحياة فكان لهم يد طولى في صناعة الأسلحة و
هم كانوا يستخدمون الطائرة و الصواريخ و القنابل في الحروب و كان لهم أسلحة
يستعملونها في حمل القنابل و كانت القنابل لاتسقط على الأرض بل وكانت معلقة في
الفضاء و تمطر النار من فوق و لما كانت هذه النار تسقط على الأرض تذوب ذرات الأرض
وتصير نحاسا.
إن علماء البيئة قد قاموا بتجربة جليد يحيط القطبين. و جمعوا مأة و ستين ألف نموذج غاز الكربون
اكسيد و مركبات النيتروجن و آكسيجن و الغاز الذي ينشأ من الأكسيجن و الكبريت و
قاموا بتحليل الجميع حتى علموا أن قدر هذه الغازات تسقط على الأرض بعد أن تصل إلى
نهايتها و كمالها خلال كل عشرة آلاف سنة و تتكرر هذه الدروة بعد كل عشرة ألاف سنة.
و يكثر هذا الغاز في الفضاء
عندما تترقى الصناعة و تزدهر و لما كانت رقية الصناعة على حد الصفر أو لم
تكن أية ترقية في العالم كان أمر العاز و إخراجه على درجة مناسبة و ملائمة للجو و
كلما ازدهر العالم و وبلغ منازل الرقي و الازدهار بدأت تكثر درجة و قدر الغازات في
الفضاء.
علماء الطبيعية يرون أن التغيرات الفجائية بعد عشرة آلاف سنة هي
من علامات العصر الجليدي في هذا الزمان يقل إخراج الغازات كما أن علماء البيئة
للعصر الراهن ذهبوا إلى أن هذا التغير
يمكن أن يقع في السنوات الثلاثين الآتية. لأن عشرة آلاف سنة من العصر الجليدي
الماضي إلى الآن قد مضت.
و علماء الروح يرون أن التغيرات في الأرض تحدث خلال عشرة آلاف
سنة وهي تؤدي إلى تبدل الأرض بالبحر والبحر بالأرض و في الأيام المقبلة سوف تمضى
عشرة آلاف سنين على طوفان سيدنا نوح عليه السلام ثم يمكن وقوع طوفان كطوفان نوح
عليه السلام خلال السنوات الآتية تدريجا فينتهى تطور الصناعة و رقيتها و عمران
الإنسان سيحدث فيه النقص و الفتور حتى يقل و يبقى عشرة ملايين فحسب. و يبتدأ العصر
الحجري من جديد.
إن ثقبا أسود يمر بقرب من الأرض بعد كل عشرة آلاف سنة و يلعب
دورا بارزا في تغيير الجو للكواكب السيارة الموجودة في نظام الشمس. و أخبر العالم
الروحاني العظيم قلندر بابا أولياء تلميذه بأن الأرض تأتى تحت الأرض بعد عشرة آلاف
سنة و وتنتهي هذه العشرة في 2006 و يقع على الأرض حوادث تصدق الحادثة العظيمة التي
كانت وقعت في زمن نوح عليه السلام فمرة يكون على الأرض سيل جارف و مرة يكون شيء
آخر يغرق الجبال الطويلة و يكون الماء في كل جانب و لم يبق العمران إلا الربع و
هناك سيستهل العصر الجليدي أو الحجري.
وقد تمرد الناس على الله تعالى عندما وقع طوفان نوح عليه السلام
و كان المال أحب شيء إلى الناس والإيمان بالله تعالى كان قد أصبح مفقودا والكفر
كان حلق الناس تحليق الطائرة السماء.
كما كان في زمنه عليه السلام كان العلماء الطبيعية جعلوا
يتدخلون في أسرار الكون و الإنسان أصبح مشوش القلب و متفكر الذهن و عمت مصالح
الذتية فيما بين الناس وكان الناس يعنون الخلوص أن ينصر هم الآخرون و كان القوي قد
أصبح إرهابيا و تعبيد الناس و إبادة العمران و القيام بوباره كان ذلك كله أمرا
شائعا بين الناس و كان الإنسان يغضب إذا لاتكتمل أمنيته للحصول على السلطة و
والدولة و كان قد انتشر الفساد في الأرض كما كان الإنسان يحب أن يجزي بحبه ولا
يبالي بأنه يحبه أم لا.
إن الأوضاع التي كانت في زمن سيدنا نوح عليه السلام قدعادت في
العصر الراهن من جديد و لا يسمع الناس استغاثة الأرض مع أنها تأن من الألم و
لاتستعد الآن أن تصبر على الفساد و الوبار و الفتن التي قد فشت في الأرض كلها و
تحب أن تخرج كل ما يتعفن من الإنس و الجن لأجل العصيان و التمرد.
ويذكر أنه قد حدث سبعة عشر أو ثمانية عشر طوفانا كطوفان سيدنا
نوح عليه السلام و إن الأرض سوف تعانى من طوفان جديد أيضا.
وطريقة الوقاية من ذلك أن يتقي الإنسان و لا يرجح مصالحه
الذاتية و يكرم الأنسان الآخر و يترك الحرص و الشح و لايقرب الربا و يبعد عن
العداء مع الله و يجعله أحب من كل شيء و يعيد تقاليد الإخلاص و الوفاء و يعتقد أن
الله هو الرزاق ذوالقوة المتين و يترك عبادة المال و الثروة و يتوب إلى و يستغر عن
مثل هذا الذنب لأنه شرك و الشرك هو ظلم عظيم و يجتنت من السفور و الفحشاء و الزنا و جميع أساليب الإهانة و
يخطو خطوة الرسالة و التوحيد و يتبع طرق الرسل و الأنبياء.
إن هذه حقيقة ناصعة بيضاء أن علماء الطبيعية قد أصبحوا أعداء
لجنسه البشري لأنهم صنعوا قنبلة تؤدي إلى هلاك ملايين من الناس ، و قد كثرت
القنابل بحيث لاتكثر المدى على وجه الأرض و من المعلوم أنه يجب استعمال شيء إذا
أتى إلى حيز الوجود و طبقا لهذا الأصل أن القنابل ستكون خطرا و وسيلة لهلاك و وبار
العالم كله.
§
كما لاينبغي للناس أن
يجعلوا الآخرين عبادا لهم عن طريق السياسة
و جلب المنفعة الدنيوية
§
و حب المال نار يحترق فيها
كل واحد و التأريخ يشهد أن الذنوب قد غفر عنها الله ولكن حب المال إثم لم يُعفَ عنه قط.
§
و الذين يكنزون الذهب
والفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم.
خواجۃ شمس الدين عظيمي
لقد صدق من قال من كبار الناس إن كل إنسان لابد أن يكون له هدف
لحياته و إلا لايعد من الإنسان مع كونه من ذرية آدم. و مما يجدر بالذكر أن الله
عرف آدم بآدم نفسه و دعاه بكلمة آدم إلى
أن شرفه بعلوم صفاته و أسرار الكون فقال للملائكة بأن يخضعوا لحكمه. وإذا يذكر
الله تعالى التخليق في القراآن يأتي بأنواع من الأمثلة لتوضيح نظام التخليق كما
أنه يقول عن خلق الإنسان:
"ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" (سورة التين )