Topics
كان حضرة القلندر بابا أولياء رحمه الله كان منارة للنور في ظلمات هذا العالم المادي
كما كان منبعا للراحة و الطمأنينة لكل من يعاني من الاضطراب واليأس والمصيبة. ولا
يبعد الوقت بعيدا حينما تأتي أقواله و كتبه القيمة على منصة الشهود و يتحير علماء
الطبيعة و الفلاسفة على إضاعة المال الكثير في الوصول إلى القمر ولكنهم لم يعرفوا
الشخصية الفذة التي قد حملت الأسرار الكونية والعلوم المخفية في مجراة الكون و
كانت هي تتفضل بينهم قبل بضع سنوات فحسب فحرموا من جميع ما كانوا يبحثون فيها في
السموات و تحت الأرض في قعر البحر، وليس ذلك يدعى إلا سوء حظهم و حرمانهم من
النصيب الأوفى.
و مما نغتنم في الأوضاع الراهنة حينما قد
أصبحت كثرة الوسائل المادية مستوى الحياة المثقفة أن الجريدة الروحانية التي هي
منبع يستقي منه الطلاب الروحانيون سوف تقدم أحوال حضرة القلندر بابا أولياء رحمه
الله و تجارب حياته و الحكم البالغة لله
تعالى والأسرار الإلاهية إلى الناس بقدرما يشاء الله تعالى فإنه يقول: و ما تشاؤون
إلا ان يشاء الله رب العالمين. (القرآن)
والآن أسعد بتقديم مقالة المخدوم المكرم و
المرشد المعظم و وارث علوم الأنبياء و محبوب رحمة للعالمين محمد المصطفى صلى الله
عليه وسلم حضرة القلندر بابا أولياء رحمه الله . و مما أفتخر به أن مولاي و مرشدي
قد أمرني بذلك بنفسه. و مهما كانت هذه المقالة سهلة تتقاضى دقة البحث..و لو حافظ
القاري على ما يلزم في المطالعة من الأمور ليتجلى عليه أن كثيرا من الوقائع
والحوادث التي لا يهتم بها الإنسان قد تختفي فيها آلاف من الأسرار والحكم.
1. حركة الماء الذاتية واحدة و تكون موجودة في كل حين
وآن كما يوجد فيه تأثير الحركة والموج.
2. لما وصلت الحصاة إلى قعر النهر بدأت ترفع الموجات
في الماء بشرط أن يكون الماء منتشرا على مكان وسيع يمكن فيه مظاهرة الحركة.
3. يظهر الماء باطنه أي حركته عندما تصطدم به الحصاة.
4. والشيء الذي يقع، يكون موجودا في باطن مظاهر القدرة
و إن لم يكن موجودا فلم يقع. و يجب أن يكون مكان و محل لوقوعه البتة.
5. الحصاة مكان الإرادة وتقوم مقامها. وتصادم الحصاة
بالماء يقوم مقام “التوجه”. والأصل أن الحصاة هي ما تتمثل به الإرادة و و حدوث
الحركة في الماء ما يتمثل به “التوجه”. و إذا تكرر عمل الإرادة فيبدأ عمل “التوجه”
فعلم من هنا أن تكرار الإرادة عبارة عن “التوجه”. و ربما رغم أن الإرادة تتكررمن
غير شعور ولا وعي كما "التوجه" أيضا في مرحلته اللاشعورية ولكنه يؤدي
إلى نتائج لامحالة. والنتائج لها أهمية في الصورتين. و كلاهما يتأثران على وجه سوي
، و ذلك يعنى أن مكانتهما و تأثيرهما
واحدة في عالم الأشكال و المظاهر. والمنام أيضا يُرَاُدُ به نفسُ الشيءِ
كما أن الكيفية تعني نفس ذلك.
6. الحصاة التي هي ليس فيها الشعور وهي الإرادة للذهن
الكوني و هي "الأمر" لله تعالى. و يقع التكرار في الأمر أي الذهن الكوني
ولا يبقى من غير تكرار. إن الحصاة يعنى "تكرار الأمر" هو الكتاب المبين.
و من تكرار الكتاب المبين تظهر الأشكال الكونية. و إنما يقع التكرار في الكتاب
المبين فقظ. ولكن النتائج تسمى بالكتاب المرقوم والأصل أن الكون هو الكتاب
المرقوم. والتكرار لايقع في السطح الأعلى من الذهن بل هو يقع في قعر الذهن دائما.
و إذا تصل الحصاة إلى قعر الماء فترتفع الموجات يعني أن باطن الماء يتصور الأشكال
و المظاهر, كانت هذه الأشكال موجودة في باطن الماء ولكن لم يقع فيه التكرار.
والباطن الذي لم يكن فيه التكرار حركة مفردة و تسمى بالغيب. و إذا يقع التكرار فيه
يصبح مظاهرا للقدرة الإلاهية و أشكالا لها. و يقوم "توجه" الصوفي بإنشاء
التكرار في ذلك الباطن و إذا يركز الصوفي التوجه إلى باطن فيتصور الشكل الذي كان
في ذهن الصوفي من قبل فإن الشكل الذي كان هناك لم يكن له لون و ليس فيه تركيب بل
كان ذلك على طراز الشكل للذهن الكوني ولكن لما دخل "توجه الصوفي" فيه
دخل معه الشكل الذي كان مطلوبا لدى الصوفي. و إذا لا يدخل فيه "توجه
العارف" فتلعب فيه الخواص التي توجد فيه دورها ولكن إذا اشترك به توجه العارف
اجتاج الماء إلى من يتوجه إليه. و خواص الماء تؤدي إلى سباحة أحد و تسبب لآخر إلى
غرقه فيه.
7. تكرار الإردة هي قوة الإرادة. ولايجب أ ن يقوم
بالإرادة 125000 مرة ولكنه يجب أن تمتلك الإرادة قوة تساوي القوة التي تنشأ عن
طريق تكرار الإرادة 125000 مرة. فإن كانت هذه القوة موجودة فتكفي حركة واحدة و
يحدث ذلك نادرا. و ما يحدث في زماننا عامة
أن تكرار الإردة ل125000مرة لاتمتلك أكثر من قوة الإرادة لمرة واحدة فقط.
والسبب وراء هذا الفشل المبين أنه لا تتكرر الإرادة لإن الكلمات التي تُستخدم
لإعادة الإرادة لا تنشا شكلا و صورة في ذهن الإنسان الذي يقوم بإعادة الإرادة.
8. الأصل في الإرادة أنها تمتلك شكلا وصورة. و المراد
من الإرادة أن المطلوب يجب أن يكون في شكل و صورة كاملة في ذهن المريد، ولا يطلق
لفظ الإرادة على الأرادة التي تخلو من الأشكال والصور.
الإعداد: الاستاذ فقير محمد
ذكر حضرة القلندربابا أولياء رحمه الله
خواجۃ شمس الدين عظيمي
"أهدي
هذا الكتاب إلى الجيل الجديد الذي سوف يستخدم "نسبة الفيض" لحضرة السيد قلندر
بابا أولياء رحمه الله تعالى و يسعد بالعافية والطمأنينة ويقوم بإبادة ظلال الخوف و
الدهشة التي تتحلق عليه، ثم يدخل الجنة بعد أن يسعد بالحصول على شرفه الأزلي"