Topics
ونزل
المسلمون يوم الحديبية في مكان لا ماء فيه
أللهم إلابئر واحدة، فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم ناجية سهماً من سهامه
وقال له: انزل واغرزه في وسطه. فإذا البئر تفور ماءً.
بئر بني سعد
أتى
وفد من بني سعد بن هذيم النبي صلى الله عليه وسلم وهو في تبوك، وقالوا: إن بئرنا
قليلة المياه، نخشى أن يغور ماؤها في الحر. فتتفرق قبيلتنا في الأراضي طلباً
للماء. فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم حصيات. فمسحها بيده، ثم قال: خذوا هذه
الحصيات وألقوها واحدة بعد واحدة وسموا الله عليها.
فرجعوا
إلى بلادهم، وألقوا الحصيات ـ كما أمربه الرسول صلى الله عليه وسلم ـ في البئر،
فإذا هي تفور ماءً، ولم يغرماؤها أبداً.
الماء في الطريق إلى تبوك
وكان
في الطريق إلى تبوك ماء يخرج من وشل ما يروى الراكب والراكبين والثلاثة بواد يقال له
وادى المشقق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سبقنا إلى ذلك الماء فلا يستقين
منه شيئا حتى نأتيه: فسبقه إليه نفر من المنافقين فاستقوا ما فيه. فلما أتاه رسول الله
صلى
الله
عليه وسلم وقف عليه فلم يرفيه شيئا ثم نزل فوضع يده تحت الوشل ودعا، فجعل يصب في يده ما شاء الله أن يصب.
لم
ينقص الماء في القرب
قال الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم في سفر
من الأسفار: قد عطشنا ولاماء معنا. ورأى علي وغيره أن امرأة تحمل قربتين ممملوءتين
ماءً على جمل لها، فقالوا لها: كم تبعد العين من هنا؟ فقالت: بين قبيلتي و بين
العين مسيرة يوم وليلة. فجاء بها علي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، فدعا
إناءً، وأمر بصب قليل من الماء من إحدى القربتين. ودعا. ثم أعاد الماء إلى القربة.
ففار الإناء ماءً، فشربوا وسقوا. و القرب على ما هي عليه مملوؤة ماءً. والمرأة
تنظر إلى كل ذلك في حيرة وعجب. فلما استقى الناس، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم
بدفع تمرات إلى المرأة، و تشييعها.
الماء
سائل يصلح للامتداد والتقلص أتم صلاح. فالماء في القعب، و الكأس، والجرة، والبركة
والبحر، أينما كان، بإمكانه أن يتمدد أو يتلقص قدر ما يشاء، وكفاءة الماء هذه هي
لاشعوره.
إن
الماء له تدخل في كل الحياة، في ثلاث درجات. ويقال: الماء مجبول على الانحدار إلى
الخفض. ثم نجده يتجمع في القعب المغلف في شجرة النارجيل الذي يبلغ طوله ثمانين
قدماً. وقد يتحول إلى سيل في الخفض فلايدع مدينة من المدن إلا دمرها برمتها.
وكم
تحول البحر عن مكانه منذ خلقت الأرض إلى يومنا هذا. فحيث نرى البر، قدكان يوماً من
الأيام جزءاً من البحر. وحيث نرى البحر قد كان يوماً من الأيام براً من البراري،
عامر بالناس. ويقول الخبراء: إن البحر يتمدد إلى اليابسة في كثير مناطق العالم،
فكم من جزيرة غمرها البحر، وكم من أجزاء البحر عاد يابسة وبراً.
ويقول
علماء الطبيعة: إن سطح الأرض متحرك. وتحت سطح الأرض صخور ذائبة. والمادة التي تحوي
الصخور السود (matter) تتحرك ببطء. وبالتالي يتصدع قشر الأرض في صفائح
كبيرة. و تتصدع الأرض حيث تنسلُّ صفيحة من الصفائح. وتتحول إلى حفر وبحورٍ. وقد
يؤدي التوتر والتجاذب إلى تجمعات. وهذه التجمعات البارزة على وجه الأرض عبارة عن
الجبال.
والأرض ثلاثة أرباعها ماء وربع منها يابسة. ويرى علماء
الطبيعة أن مبدأ حياة كل شيء بدءاً من الحيوان المشتمل على خلية واحدة، وانتهاء
إلى الإنسان والحيوانات ذات الأجساد الهائلة المركبة من اثنى عشر تريليون خلية.
وإن الحيوانات كلها بما فيها المخلوقات التي تعيش على الأرض والتي تعيش في الماء
تحمل من الصوديوم (sodium) والبوتاسيم (POTASSIUM) والكلسيوم
(CALCIUM) بنفس النسبة التي توجد هذه العناصر في ماء البحر.
وإن
البحر فيه المعادن والأجزاء الكيماوية الغالية بالإضافة إلى الملح، والزبد، و(sea
food). ففي مساحة تقدر بميل
مكعب بحري يشتمل ماؤه على اليود (IODINE) والحديد،
والنحاس، والفضة والذهب بالإضافة إلى
ثمانين ميليون وثلاث مئة ألف طن من الملح الساذج، وثمانية عشر مليون طن من
المغنيسيوم المصفى (MAGNESIUM CLARIFIED)، وسبعة مليون وثماني مئة ألف طن من المغنيسيوم الكبريت (MAGNESIUM
SULFATE)،
وستة ملايين إلا مئة ألف ـ طن من الكلسيوم الكبريت (CALCIUM
SULFATE)،
ثلاث مئة وستون ألف طن من المغنسيوم برومائد (MAGNESIUM).
وإن ماء البحر مالح، إلا بعض السواحل يحوي عيوناً ماؤها
حلو. وإن الماء الحلو يجري عينه تحت البحر. والماء الحلو أخف من ماء البحر. و حيث
يتم شق قعر البحر لاستخراج الماء العذب، فإنه يتصاعد لخفته. فيبرز الحباب في مثل
هذه الأمكنة على سطح البحر.
ومقدار الملح في ماء البحر أكثر من الأجزاء الكيماوية
الأخرى. ويقل الملح في الماء حيث تنصبُّ الأنهار بمياهها العذبة، وحيث يتبخر الماء
بكمية هائلة، فإن مقدار الملح يزداد به.
ويتحول ماء البحور والأنهار والبحيرات إلى بخارات، وهذه
البخارات تتحول إلى السحب. ويحمل الهواء هذه السحب إلى الجبال والصحارى فيمطر
عليها. وتختلط البخارات الموجودة في الفضاء و المواد المختلفة الخارجة عن الجبال.
وهذا الماء يبعث الرطوبة في تراب الأرض، التي تعتبرجزأً لا يتجزأ من التطور
الحيوي.
وإذا نزلت درجة حرارة البخارات المليئة بالهواء لسبب من
الأسباب، فإن هذه البخارات تتحول إلى قطرات. ثم تمكث لبرهة من الزمن على الذرات
الربداء المتواجدة في الفضاء. فإذا أثقلت هذه القطرات نزلت الأمطار على الأرض.
وفي كل قطرة من الماء الموجود في السحب شحنة إيجابية أو
سالبة. فإذا اصطدمت هذه الذرات بعضها مع بعض. فإن الشحنات الإيجابية تتجمع معظمها
في الجزء الأعلى منها، والشحنات السالبة تتجمع معظمها في الجزء الأسفل منها. وتبلغ
قوة هذه الشحنة مئات الآلاف من الفولت. فإذا اصطدمت الذرات السالبة لسحابة من
السحب مع ذرات سحاب آخر إيجابية، أو تصادمت ذرات السحاب السالبة مع ذرات الأرض
الإيجابية فإن شرارة البرق (spark) تقفز.
ويعود الجو المحيط بالبرق حاراً شديداً. وترتفع درجة حرارة الهواء إلى نحو ثلاث و
ثلاثين درجة مئوية. والهواء الحار يتمدد بسرعة عظيمة. ويتصادم مع الهواء البارد
حوله. فينفجر انفجاراً عظيماً. وعملية الرعد والبرق هذه و إن كانت تقع معاً إلا أن
الرعد يُسمَع بعد البرق لأن موجات الصوت أقل سرعة من موجات النور.
وقدَّر علماء الطبيعة أن العالم كله يشهد في ثانية واحدة
نحو مئة شرارة (spark). وإن شرارة واحدة من البرق تحمل من القوة ما يغطي حاجة مدينة
صغيرة من المدن لمدة سنة واحدة. وإن الحرارة والقوة الناجمتان عن لمعان البرق
تعرضان ذرات الماء في السحب للتفتت و التشقق. وتتعامل مع البخارات المتواجدة في
الفضاء تعاملاًكيماوياً. مما يسفرعن حدوث خليط كيماوي من الأكسجين (oxygen) و
الأيدروجين (hydrogen) والنيتروجين (nitrogen)، يطلق عليه
في الاصطلاح "أمونيم نتريت (nitrate) وهو سماد
جيد. يبعث في النبات والزروع حياة من جديد. والسماد الناتج عن لمعان واحدٍ يبلغ
قدره الآلاف والملايين من الطن.
ويقول بعض التقديرات: إن مئة وعشرين ألف مكعب كيلومتر من
الماء يتوفر في قارات العالم في صورة مياه الأمطار. وهذا القدر لا يتجاوز مئة في
الواحد من الماء المتواجد على وجه الأرض، و واحد من الألف من الماء المتوجد تحت
سطح الأرض. ومياه الامطار تنصب في البحر مارةً بالأنهار والترع والقنوات
والشلالات.
ثم إن أربعة أخماس ماء المطر يتبخر في الفضاء أو ينصب في
البحر. وخمس واحد يغور في الأرض. وإن ثمة مسامات في الصخورداخل الأرض، و يمر الماء
بالتراب والصخور ذات المسامات. فاذا صادف الماء في مروره طبقة من الصخور غيرذوات
المسامات، فإن الماء يتوقف فيها. ولايتجاوزها، ويتجمع فيها، فيمتلئ مسامات الصخور
ذوات المسامات وفجواتها بالماء.
والذخائر المائية تحت الأرض تنتقل من مكان إلى آخر بسرعة
تقدر بالآلاف من الكيلومترات في كل سنة. والسطح الأعلى من المياه الأرضية تنخفض
وترتفع طبقاً للطقس. ففي الصيف تتشرب الأرض قليلاً من الماء، بينما تمتلئ فجوات
الصخور ومساماتها ماء في موسم المطر. فإذا ارتفع سطح الماء في مكان من الأرض
انفجرت العيون، و تحفر الآبار، وتخزن المياء الأرضية وتستعمل حيث يحتاج الناس
إليه.
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)) [البقرة/21ـ 22]
وقال تعالى: (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً
مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11) [الزخرف/11]
قال تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ
اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ
(5)) [الزمر/5]، وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ
يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ
فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ
نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ
رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ
لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) [الأعراف/57ـ 58]. وقال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا
فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ
يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ
يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ
لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ
بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
(50) وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ
(51) [الروم/51].
وإن
نظرة في معاني هذه الآيات يتبين منها بجلاء أن الحياة قوامها الماء. وقد قال الله
تعالى إنه ينزل من السماء ماءً، ويخرج منه الرزق و الفواكه لكم، وأن الأرض الميتة
ينزل عليها الماء فتعود إليها الحياة من جديد. والأرض اليابسة تبدو ميتة، إلاأن
الأرض بداخلها الآلاف من المخلوقات التي لاتبدو على وجه الأرض. يقال: إن غراماً من
التراب به تريليونات من الجراثيم. وهذه الجراثيم تعود بلاحراك حين يتأخر المطر مدة
طويلة. ثم ينزل المطر فتعود إلى هذه الجراثيم الحياة والحركة من جديد. وهذا النمو
في الأرض بعد ما ينزل عليها الماء، يتسبب في إخراج الآلاف من الحيوانات، والأشياء،
والحشرات، والأشجار و النباتات، والأزهار. وينزل المطر فيبدو أن الأرض قد نشأت
بداخلها المدن والبلاد. والحاصل أن الماء لاتستغني عنه الحياة. ولايجحد أهمية
الماء في البحوث والدراسات أبداً. وحين ننظرفي عملية التوليد والخلق وجدنا السلسلة
التوليدية كلها على الأرض قوامها الماء.
وحين
نذكر الماء، فإننا نذكره ـ من المنظور الروحاني ـ ناحيتين: الماء، والماهيئة. وكما
أن كل امرئ يعمل فيه الشعور واللاشعور، كذلك يتوقف وجود الماء على ماهيته وحقيقته.
فامتداد الماء وتقلصه، و جريان الماء تحت الأرض، والعيون، والشلالات، والأنهار
والقنوات، و البحاروالماء النازل من السماء، كله يقوم على وجوده الباطني ويتحرك.
والنبي صلى الله عليه وسلم ـ الذي خلق من أجله العالم ـ أمين على أسرار
الله تعالى وحكمه، يرتقى إلى أعلى منزلة النيابة عن الله تعالى وخلافته، يتصف
بالعلم اللدني، خبير بوصفات التخليق؛ والبحر و البر، والشجر والحجر والسماوات
والأرض طوع أمره، فله جميع الخيارات الحاكمية بحكم نيابته عن الله تعالى. فإذا
أراد أن يزداد الماء، ازداد، وإذا أراد أن تجري العين في البئر اليابسة، انفجرت
العين. فالرسول صلى الله عليه وسلم تصرف في باطن الماء(لاشعوره). فنشطت صلاحية
الماء للتمدد والجريان. ففارت العين في البئر اليابسة. ثم لما تصرف هذا التصرف في
ماء القربة. فاستقى منه عدد كبير بالقانون الإلهي، دون أن ينقص الماء في القربة.
قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً. . . (20)[النحل/20]
خواجۃ شمس الدين عظيمي
تعني كلمة "معجزة"، فنيا، ظاهرة ميتافيزيقية يأتي بها رسول من الله للبرهنة على حقيقة معرفته النبوية.
كما أن العديد من البشر الآخرين، إلى جانب الأنبياء، قد أتوا بأعمال لها طبيعية ميتافيزيقية. وتعد العديد من الأحداث المشابهة التي تم رصدها في التاريخ دليلا على هذه الحقيقة. فالأتقياء والصالحون يأتون بمثل هذه الأعمال الميتافيزيقية بغرض تحذير وإخطار وإرشاد البشر. وقد كتب قلندر بابا أولياء في كتابه الرائع ”لوح وقلم“:
”يأتي التأثير الوصالي على ثلاثة أنواع.