الجمل المتضرع

الجمل يضع رأسه تحت قدميه صلى الله عليه وسلم

كان رسو الله صلى الله عليه وسلم في مجلس، إذ جاءه جمل ووضع رأسه تحت قدميه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا جمل يشكو صاحبه. ثم اشتراه من صاحبه.

شكوى جمل

   ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطاً لرجل من الأنصار فإذا هو بجمل فلما رأى النبيَّ الله صلى الله عليه وسلم جزع وذرفت عيناه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح سراته إلى سنامه وذمراه فسكن فقال: من رب هذا الجمل ؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله. قال: ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنها تشكو إلي أنك تجيعها وتدئبها.

محادثة الظبي مع النبي ﷺ

مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادٍ، فإذا هو بمنادٍ ينادى "يارسول الله "، فتوجه فرأى ظبية مشدودة إلى الخباء، فقالت: يا رسول الله، إن هذا الأعرابي اصطادني ولي خشفان في الجبل، فأطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم تلبث أن جاءت تلمظ، فشدها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخباء، واستيقظ الأعرابي، فقال: هي لك يا رسول الله، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلقها. قالت أم سلمة: فقفز الظبي إلى خشفه في الجبل.

   وما من شيء في الكون إلا هو حاسوب طبيعي، تم إدخال جميع المعلومات ـ التي تخص الأنظمة المجرية، وهذه المعلومات مخزونة في كل الحواسب مثل أقراص الحاسوب. وهذه المعلومات السارية في الأنظمة المجرية في انتقال مستمر على متن الموجات. وتتبادل كل الأشياء مع غيرها المعلومات عن طريق الموجات. ويعتبر علماء الطبيعة النور أكثر الأشياء سرعةً. إلا أنه لم يبلغ من السرعة ما يمكنه من قطع المسافات الزمانية والمكانية. وإن المسافات الزمانية والمكانية كلها بيد الموجات، ورهن إشارتها. و لايستطيع أحد أن يذكر الإنسان والملائكة والجن، والأشجار والشمس والقمر إذا لم يتبادل فرد من الأفراد المعلومات عن الجن والملائكة والسماوات والجن والأرض. وكما أن موجات خيالات الأنواع أو أفراد الأنواع في النظام المجري والكون تنتقل إلينا، كذلك جميع التخيلات التي تخص حياتنا تنتقل عن طريق الموجات إلى المخلوقات كلها. وإن لم يطلع على هذا النظام المخلوقات غير الإنسان. وإن انتقال التخيلات هي في الواقع تشكل وسائل إلى معرفة مخلوق من المخلوقات. وإنما نتفاعل مع إنسان أو فرد من المخلوقات لأن موجات فرد من أفراد المخلوقات تذوب في الأمواج الدافعة في نفوسنا. وإن اللاوعي الإنساني دائماً على اتصال بنواحي الكون البعيدة. وبهذا الاتصال يقوم الإنسان بتوصيل رسائله إلى كل ذرة من الكون، وبه يطلع على خيالات غيره. ولايعدو الأمر أن يقف الإنسان على أن جميع المخلوقات في الكون على علاقة مع غيرها عن طريق موجات الخيالات. والخيال عبارة عن الاطلاع الذي يقرب ـ كل آن ولحظة ـ إلى الحياة أو يبعد عن الحياة الدنيا.

وكان صلى الله عليه وسلم أميناً على الحياة الكونية والنظام الكوني، ومتكمنا من هذه الأجهزة كلها. وعندما قص الجمل قصته المؤلمة قال صلى الله عليه وسلم لصاحبه: " إن الجمل يشكو أنك تجيعه.

وبهذا النظام الخاص بتبادل الخيالات قص الظبي قصته على النبي صلى الله عليه وسلم. ومما يلاحظ في هذه القصة أن البهائم لا تكذب، وأنها تفي وعدها.