Topics
كما ثبت
من القرآن الكريم أن الله تعالى هو أحس الخالقين لأن تخليق الله تعالى تخضع للوسائل
والأسباب و إنما هو يقول "كن" لشيء فيحضر الشي مباشرة مع جميع وسائله و
أسبابه.
و تفيد
كلمة "أحسن الخالقين" أن هناك خالقين سوى الله أيضا ولكنهم يحتاجون في
تلخيقهم إلى الوسائل والأسباب والعوامل التي خلقها الله تعالى لهم.
و مما
يوصف به الله تعالى أنه أوجد الكهرباء مثلا بكلمة "كن" فقط. و لكن لما
تفكر الإنسان في الكهرباء أتى بآلاف من الأشياء و ذلك نوع من التصرف من قبل
العباد. و هو العلم الذي شرف به الله تعالى آدم عليه السلام و كان ذلك العلم مركبا
من الصيغ التخليقة. والإنسان إذا يحصل على ذلك العلم و يتصرف فيه يأتي بمخترعات
حديثة.
هل تعرف
ما هو الكون؟
الكون
عبارة عن علم عرَّف الله تعالى الإنسان عن حقيقته و أساسه و جعل التفكر ضروريا
للحصول عليه.
قال الله
تعالى في القرآن الكريم:
وَأَنزَلْنَا
الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ مَن
يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿سورة
الحديد: ٢٥﴾
فمن
الناس من تفكروا في الحديد ظهرت لهم خصائصه و لما استخدموا الخصائص أصبح الحديد
وسيلة قوية للمخترعات الحديثة فإن الحديد له دور مهم في جميع المخترعات الحديثة.
و كما أن
الحديد له وجود أن النور أيضا له وجود. فإن إنسانا إذا يستخدم الوسائل و الأسباب و
يحصل على علوم النور فيقدر على الإتيان بآلاف من التخليقات و لكنه دائما يحتاج إلى
الوسائل مع أن الله سبحانه تعالى لايحتاج إلى أية وسيلة في تخليقه والإتيان
بالأشياء الحديثة. و إنه إذا أراد أن يخلق شيأ فتحضر الوسائل اللازمة له في آن
واحد و يتم التخليق مباشرة من غير تأخير.
هذا،
والإنسان يتصرف فيما خلق الله تعالى من الأشياء و له طريقان: الأول: أن يستخدم الإنسان الوسائل و يخلق شيأ جديدا ، والثاني: أن
يحصل الإنسان على علم النور و يحرك الأضواء التي يقوم عليها الشيء و يسميه العلم الروحاني
بأنه "نسمة" و العلم الحديث يسميه بأنه "أورا". و إن الإنسان
هو مخلوق الله تعالى الذي له قدرة للتصرف في ما خلق الله تعالى و ذلك هو الرب
الكريم الذي وهبه هذا العلم و بما أن الله تعالى عرف جيدا أن التخليقات الفرعية ستجري
مادامت السموات والأرض اختار لنفسه "أحسن الخالقين"
إن حياة
الإنسان تنقسم إلى ثلاثة أقسام من المادية
و العقلية و ماوراء العقلية. و يتعلق العالم المادي بالطبعيات كما أن العقليات
تتعلق بالنفسيات و تتعلق ماوراء العقليات بمابعد النفسيات.
و طبقا لفكرة
اللون والنور أن ما وراء الأمور العقلية تبحث عن الأمور التي تعمل في الكون على
وجه سوي و تحيط أعمال و أمور الكون كما أن فكرة اللون والنور تفيدنا بأنه كيف يمكن
للإنسان أن يعرف الصيغ التخليقية و كيف يمكن له أن يجعل حياته هنيئة مريئة.
هذه
حقيقة لا ينكرها أي منكر أن الفرح والسرو و كذلك أن الغم والهم يتعلق بالخيال
الإنساني فقط فيفرح الإنسان ببعض ما يتخيل به و يكون حزينا ببعض ما يتصور به من
الأشياء.
و كذلك
أن فكرة اللون والنور تذهب إلى أن كل شيء له جهتان وكذلك أن الدماغ له أيضا جهتان فإن إحدى
الجهتين تقع في الجانب الأيمن من الرأس و
الجهة الأخرى تقع في الجانب الأيسر منه. و
يستمر الجزئان دائما في العمل فإن الجهة الأولى تقوم بتخليق حواس اليقظة كما أن
الأخرى تقوم بإيجاد حواس النوم.
إن
الدماغ الذي يقع في الجانب الأيمن يسمى بالشعور و الذي يقع في الجانب الأيسر يسمى
باللاشعور. و يكون على وشك النسيان مادام الخيال في الشعور و لكن إذا يصل إلى
أحشاء اللاشعور ينقش على شاشة الذاكرة من الدماغ ، و عندما نقرأ كتابا أو نحفظ
درسا منه فلا يتجاوز ذلك سطح شعورنا ولكن إذا نتفكر فيه و نفهمه فيدخل في اللاشعور
و لايخرج من الذاكرة. والله سبحانه تعالى خلق الإنسان و كرمه بالعقل والفهم و جعله
نائبا له في الأرض و خليفة فيها و علمه أسرار و رموز الكون لكي يقوم بالمخترعات
الحديثة و يقوم بواجبات النيابة والخلافة.
و صنع
الله تعالى الصيغ المختلفة لجميع الأشياء و تقوم كل صيغة بأعمالها حسب مقادير
معينة.
إِنَّا
كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴿القمر: ٤٩﴾
كما ذكرنا أن الأصل في الإنسان هو روحه وليس جمسه و
بدنه و لايخفى علينا أن الروح ليس له علاقة بجميع ما يتعلق به الجسم من الاضظراب و
المرض و غيرهما. بل الروح هو الرابط بينه و بين الجسم المرئي فالرابط هو الجسم غير
المرئي الذي له قدرة و اختيار على وجه لأنه يستطيع أن يلبس الإطلاعات التي وفرها
الروح له المعاني بنفسه بالإضافة إلى ذلك أن هذا الجسم غير المرئي أيضا تعمل فيه
الصيغ التي يعجز الإنسان عن إحصائها ولكنها يمكن أن تنقسم إلى أربعة أقسام.
طاقة
الماء Water Energy
طاقة
الكهرباء Electric
Energy
طاقة
الحرارة Heat
Energy
طاقة
الهواء Wind Energy
و طالب العلوم
الروحانية يطمئن قلبه و تهدأ نفسه بقدر ما يحصل على علومها و معارفها و يخرج من
حدود وقيود الشعور والعقل الظاهري و يسافر في عالم ما وراء العقل الذي عبارة عن
عالم اللاشعور الذي مالا نهاية له.
خواجۃ شمس الدين عظيمي
إن
الزمان والمكان قسمة متعددة للمحة واحدة و قسمة اللمحة هي الإطلاع الذي يرد على
الدماغ الإنساني و خياله في كل حين و آن. و بما أن مصدر هذه الإطلاعات هي العلوم
الروحانية فيجب على من كان لهم يد طولى فيها أن يتفكروا في علوم القرآن
وإلا فلا يمكن الحصول عليها و سوف تبقى المساعي المبذولة عليها بلاجدوى.