Topics

السبورة السوداء

نعرف أن كل شيء يقوم على موجتين. و عليهما تجري حياة الإنسان و قوانينها و أصولها. فإن هاتين الموجتين إذا تعملان معا يأتي عالم الناسوت / عالم الإنسان إلى حيز الوجود. و إذا تعمل موجة واحدة تظهر العالمون الآخرى للجن و الملائكة و غيرهم.

كما أنه معروف عند فكرة اللون و النور أن كل شيء لا يمكن تخليقه إلا بقيام الموجتين. سواء كان ذلك الشيء مرئيا أو غير مرئي، ماديا أو غير مادي. و إذا نرى شيأ نجد فيه أشكالا و صورا  و بالإضافة إلى ذلك نتيقن أن هناك شيأ يضمن لوجود ذلك الشيء الذي لا نراه. و الموجتان مع ذلك الشيء غير المرئي تشكلان الحياة والحياة عبارة عن  الشعور.

و الحقيقة أن الموجتين حركة  تجري في كل حين و آن مع التواتر. و حركاتنا الجميعة تتعلق بالمقادير المعينة. و هذه المقادير كلها تتكون حركة. و المكان في الأصل لمحات تشمل الوسائل التي ترتب عليها المكان. و كل لمحة مكان. و اللمحات  كلها تتقيد بالمكان. و حركات اللمحات كلها في علم الله تعالى و ليس أي شيء منها خارجا من علمه.

و للمحات جهتان من الباطن والظاهر. و باطنها لون واحد و ظاهرها كل اللون. و الذي يرى من الشيء هو لونه الكلي. و الذي يغيب عن أنظارنا هو الشعور الباطن للمحات و هو لون واحد. فإن كان الكون تحت سيطرة الحركات في جانب كذلك أن جميع أفراد الكون تتقيد في اللمحات. و سيطرة اللمحات على الكون أو الأفراد تخبرنا بأن اللمحات تتحرك في وقت واحد معا. وحركة تقع في كل شيء على حدة كما أنها تقوم بتربية الشعور الذي يجعل الشيء في وجوده و الذي يجعل كل شيء من الكون في دائرة واحدة. و هناك حركة أخرى تجري في جميع أفراد الكون و هي  تخلق الشعور الذي يجعل كل شيء للكون في دائرة واحدة.

و أفراد الكون موجودة في جهة من اللمحات على حدة كما أن الأفراد مع اتحاد أشكالها مختلفة في الشعور. و في جانب آخر يتركز شعور جميع أفراد الكون على نقطة واحدة. والشعور على نوعين من شعور اجتماعي و انفرادي. و كل فرد بحيث أنه فرد هو نوع و كل نوع من حيث أنه نوع هو فرد من الأفراد. و إن كان النوع فردا فهو شعور و إن كان النوع نوعا في حالتها الاجتماعية فهو اللا شعور. و إذا يتحرك الفرد من حيث الفرد فهو الشعور. و هذا هو مثال الفرد. و لو فرضنا الكون كله فردا  و أشيائه أجزاء له نسمي الشعور الكوني بالشعور المركزي.

 

المثال:

توجد الأشياء في شعور كل فرد وفق أحواله. و على سبيل المثال أن كل فرد يحب شيأ أو يكرهه أو يتأنس به وفق شعوره كذلك أن كل فرد يتأثر في اختياره الأشياء بما يتجاوره من الأوضاع و الأحوال. و هذه هي الحقيقة البيضاء أن اللمحات تقوم بتعمير شعور الفرد في وقت خاص. و إذا نقبل شيأ أو نرده فذلك دليل على أن ذلك الشيء يوجد في مكان ما و يتعلق شعورنا بذلك علاقة أكيدة.

و إذا نتفكر في شعور الفرد و أحواله في حياته يجب علينا أن نتيقن بأن المعلومات التي نستلمها حول مشاعر الحياة نفهم معناها بشكل فردي أو جماعي.


فكرة اللون والنور

خواجۃ شمس الدين عظيمي

إن الزمان والمكان قسمة متعددة للمحة واحدة و قسمة اللمحة هي الإطلاع الذي يرد على الدماغ الإنساني و خياله في كل حين و آن. و بما أن مصدر هذه الإطلاعات هي العلوم الروحانية فيجب على من كان لهم يد طولى فيها أن يتفكروا في علوم القرآن وإلا فلا يمكن الحصول عليها و سوف تبقى المساعي المبذولة عليها بلاجدوى.