Topics
ويعمل في
الإنسان أساساً ثلاثةُ مولدات، وتولد هذه المولدات ثلاثةَ أنواع من التيارات (current). والإنسان عبارة عن مجموعة من هذه
التيارات الثلاثة.
مثال:
إن المصباح
أوشعلته مركبة من ثلاثة أجزاء:
1.
لون الشعلة.
2.
نورالشعلة.
3.
الحرارة الناشئة من اشتعالها.
وحين نطلق كلمة
"المصباح" نريد بها الهيئة المركبة من مجموع هذه الأجزاء الثلاثة.
وحواس الإنسان ـ
مثل المصباح ـ تخضع لثلاثة تيارات برقية. والخيالات و التصورات والإحساسات كلها ـ
ظاهرها وباطنها، جامدها ولطيفهاـ تتكون من تشكيلات التيار البرقي المختلفة.
وتتحكم محطة
كهرباء مركزية في هذه المولدات الثلاثة،يطلق عليها "الأمر"
أو"الروح" أو"التجلي".
فالتيار الناشئ
من المولد رقم واحد، ألطف وأسرع، وقوته (Potential) سريعة إلى حد
يفوق الوصف. ويربط الذهن بجميع نواحي الكون لسرعته الفائقة، ينعكس هذا التيار على
شاشة الدماغ الإنساني انعكاساً ضئيلاً
للغاية. ويطلق على هذا الانعكاس "الواهمة". والإحساسات كلها
والعلوم بأجمعها مصدرها هذه الواهمة. ويطلق على الخيال اللطيف للغاية : الواهمة
التي لايشعر بها إلا في أغوار الإدراك. وتغور وتتمعمق الواهمة لتشكل الخيالَ.
والتيار الناشئ
من المولد رقم واحد ينقسم على قسمين: أحدهما ذوالطاقة المفرطة والثاني ذو الطاقة
القليلة. والتيار البرقي الواحد يسرع أولاً ثم تخف سرعته. والتيار القوي أو الأسرع
يشكل شعور الكون أوسجله. والتيار القليل الطاقة يشكل الواهمة.
والمولد رقم
اثنين يولد نوعين من التيار البرقي: أحدهما موجب، والثاني سالب. و التيار السالب
يدخل في الواهمة ، فتتحول الواهمة إلى الخيال. والخيال عبارة عن الصور التفصيلية
للواهمة. ولكنها خافية عن الأنظار. والخيال إذاغلبه التيار الموجب تحول إلى
التصور. وإذا برزت الملامح في الخيال أطلق عليه "التصور". والتصور تصميم
لايدركه النظر، إلا أن الذهن يحيط بشكله وهيئته.
والمولد رقم
ثلاثة وظيفةُ تياره البرقي أن يورث الإحساسات التعمق. وهذا التيار البرقي يتمثل في
صورة الموج أي أن حركة من حركاته صاعدة وحركته الثانية نازلة . وبعبارة أخرى:
هاتان الحركتان تمنحان الذهن نوعين من الإحساسات. والحركة الصاعدة عبارة عن التلون
في الإحساسات. ويتمعق التصور في هذه الحركة تعمقاً يجذب المرء إلى العمل دون
اختيارمنه. والحركة النازلة عبارة عن العمل أو المظاهرة.
ويوجد إجمالي
العلم في الأمر أوالتجلي متمثلاً في السجل. ويتحرك هذا السجل ليتحول إلى الواهمة. وأطلق
على هذه الحركة "التيار رقم واحد".
وموج التيار رقم
اثنين يضفي على الواهمة صفةَ الخيال. والخيال يربط كافة المخلوقات بعضها ببعض في
سلك واحد. وعليه تشترك المخلوقات كلها في المتطلبات كالجوع والعطش والحزن والغضب،
والرغبة في الإبقاء على النسل والذرية ونحوذلك.
وموج التيار رقم
اثنين يعرف الإنسان بالتصورات من نوعه.
واتجاه التيار
رقم ثلاثة النازل عبارة عن الصلابة في الإحساسات. والاتجاه الصاعد عبارة عن التلون
في الإحساسات. وتقطع الإحساسات في الاتجاه الصاعد علاقتها مع الجسم، وتتحرر عن
الزمان والمكان. وتظهر الحواس في الاتجاه النازل بالعين والأذن والأنف واليد
والأرجل. وتعمل صلاحيات البصارة والسمع والنطق واللمس في غنى عن الأعضاء.
وتمر بجسد المرء
التيارات الثلاثة. فيسافر في الكيفيات الثلاث في آن واحد. والتيار الذي يتعمق
انعكاسه ويتقوى في شاشة الذهن، يجد المرء نفسه متحركاً في خصائصه و ميزاته. وإذا
قهر شعورُ التيار رقم اثنين أوواحد التيار رقم ثلاثة فإن تصور المرء يصبح يسافر
بسرعة الخيال والواهمة. وتتجلى هذه البلاغات الخافية في الفيلم التصويري.
وتزداد قوة
التيار رقم اثنين ورقم ثلاثة بالتدريب على المراقبة. والمراد من ازدياد القوة أن
جهاز استقبال الدماغ يُحسن استلام المعلومات والبلاغات.
تيارات ثلاثة:
سبق أن قلنا
آنفاً: إن الإنسان تعمل فيه ثلاثة تيارات برقية. وبعبارة أخرى: الصلاحيات التي
تعمل في الإنسان تظهر في ثلاث دوائر. وهذه التيارات الثلاثة تشكل ثلاث هيولات
للمحسوسات. وكل هيولى تحمل ميزة تنفرد بها. وكل تيار يولد جسماً من أجسام الإنسان.
وعليه يتصف الإنسان بثلاثة من الوجود أويحمل الإنسان ثلاثة من الأجسام: الجسم
المادي، والجسم الضوئي والجسم النوري. وهذه الأجسام الثلاثة تتحرك في آن واحد،
غيرأن الجسم المادي (الشعور) لايدرك إلا الحركات المادية. فمثلاً تحدث أفعال
لاتحصى في الجسم المادي: فالرئة تستنشق الهواء، والكبد يحتضن آلافاً من الأعمال
الجارية. وتستمرالعجائب المدهشة في الدماغ عن طريق التيار البرقي. تفنى الخلايا
القديمة وتحل مكانها خلايا حديثة. ومعظم هذه الأعمال لايدركه شعورنا، و لايتحكم
فيها شعورنا الإرادي. وتقع هذه الأعمال تلقائياً مرتبة منسقة دون شعور إرادي.
وتعمل أجسام الضوء والنور كذلك في داخلنا. ولكن لايدركه الشعور. ولاندركه أجسام
النور إلا في حالات النوم أوالمراقبة. ويتعطل جسمنا المادي في هذه الكيفيات . و
رغم ذلك نقوم بكافة أعمال الحياة.
ويتحرك جسم
الضوء في هذه الكيفية. ويطلق على هذا الجسم "هيولى الجسم المثالي". وإذا
زدنا الخيال قوةً فإن حركات الجسم المثالي تتجلى تظهر. وبإمكاننا استخدام الجسم
المثالي وفقاً للإرادة. ويفوق الجسم المثاليُّ الجسمَِ المادي قوةً ستين ألف مرة.
و ينشط الجسم النوري في المنام كذلك. ولكن سرعته مفرطة إفراطاً يتعذرعلينا معه
تذكر الوارادات النورانية. والجسم النوري يفوق الجسم يفوق الجسم الضوئي سرعةً ألاف
الأضعاف . ولوازداد الخيال قوةً ازدياداً مطلوباً فإن الإنسان يتعرف على جسم
النور.
والروحانيون
يتمكنون من المراقبة، فيسافرون في كل من الضوء والنور. و المراقبة تحلل كيفيات
المرء الشعورية في جسم الضوء. ويعود المرء يسافر بسرعة الضوء. ويدرك ما في النورمن
الأمور. ويجب أن نوضح أن المراد من الضوء هنا ليس الضوء الذي نراه ونبصر، وإنما
نتحدث عن الضوء الذي لايرى بالعيون الظاهرة. و كذلك يستغل جسم النور حين تنجذب
الكيفيات الشعورية في عالم النور. ويقطع الإنسان حينئذ الزمان والمكان عن طريق
أشعة النور.
طبقات ثلاث
يتركب كل إنسان
من أجسام ثلاثة أو أرواح ثلاث: الروح الحيوانية، والروح الإنسانية، والروح العظمى.
الروح الحيوانية
(الدائرة رقم 1) الروح، (الدائرة رقم 2) القلب.
الروح الإنسانية
(الدائرة رقم 1) الروح، (الدائرة رقم 2) الرأس.
الروح العظمى
(الدائرةرقم1) الخفي، (الدائرةرقم 2) الأخفى
هذه الدوائر
الست المحورية تتوزع على الدوران الطولي
(Circle & Triangle)، وتتحول إلى ست
تيارات ضوئية ونورية . وتتكون الحواس من ثلاثة تيارات ضوئية. وتتكون الرؤيا من
ثلاثة تيارات نورية. وتحرك ثلاثة تيارات ضوئية حياة اليقظة. وتتحرك ثلاثة تيارات
حياة المنام.
وإن من أحد إلا
يستيقظ بعد النوم، ويفتح عينيه عقب الاستيقاظ، فيدخل في الحواس الشعورية. ولنا أن
نطلق على هذه الكيفية "حالة شبه اليقظة". وحالة شبه اليقظة تعني أنه لم
يدخل ـ كل الدخول ـ في اليقظة. وما أن يستيقظ ويدخل في حالة اليقظة الأولى حتى
يتكالب على نفسه الأفكار والأعمال الجمة. وتبتعد كافة أنماط الفكر والعمل الكائنة
في حواس اليقظة معاً. وتبدأ فترة أخرى عقب حالة "شبه اليقظة". تتعمق
فيها حواس المرء وشعوره. ويزول السكرالناشئ عن عمق هذه الحواس والشعور على سطح
الدماغ . ويطرأ في هذه الفترة كيفية السرور، تتقوى هذه الكيفية حيناً وتخف حيناً.
فتتحرك دائرة القلب من هذه الكيفية. والكيفية الثالثة ـ بعد تعمق مشاعر السرورـ هي
الوجدان . فالوجدان فترة ثالثة بعد الاستيقاظ. وتعمل دائرة الروح في الوجدان.
الفترة
الأولى:شبه اليقظة (بداية الحواس الشعوري)= ارتكاز الفكر والعمل على نقطة
ومركز=حركة دائرة النفس.
الفترة الثانية:
زوال السكرعن سطح الدماغ، وتعمق الشعور والحواس=السرور= حركة دائرة القلب.
الفترة الثالثة:
السرور= العمق= الوجدان=حركة دائرة الروح.
كما أن اليقظة
تضم ثلاث فترات، كذا النوم يضم ثلاث فترات. وكما أن الإنسان يمر بثلاث مراحل(sstage) ليدخل في اليقظة، كذلك يمر بثلاث
مراحل ليدخل في النوم.
والمرحلة
المتخللة بين النوم واليقظة يطلق عليها "النعاس". وتتحرك دائرة الرأس في
النعاس. وتتحرك الدائرة الخفية في الحالة الثانية من النوم وهي ما يطلق عليه النوم
الخفيف. وينام المرء نوماً عميقاً في الحالة الثالثة من النوم. وتتحرك الدائرة
الأخفى .
الحالة الأولى
بين النوم واليقظة :
النعاس=ثقل
الحواس= الإحساس باللاشعور.
الحالة الثانية
بين النوم واليقظة :
النوم الخفيف=
حركة الحواس اللاشعورية= إدراك الحواس الشعورية.
الحالة الثالثة
بين النوم واليقظة :
النوم
العميق=غلبة الحواس اللاشعورية =نفي الحواس الشعورية.
وجدير بالتأمل
أن الإنسان لابد أن يطرأعليه حالة السكوت في أوائل هذه الحالات كلها. فحين يستيقظ
الإنسان من النوم يسكن ذهنه ويخلو على الإطلاق.أي لابد من وجود سكوت لينتقل من
حالة إلى أخرى. كما أن كل حالة تبدأ بالسكوت في حالة اليقظة، كذلك يطرأ سكوت خفيف
على الحواس حالة النعاس. ويثقل سكوت الحواس هذا بعد مرور لحظات، ويتحول إلى
النعاس. ويبدأ النوم الخفيف بلحظات ساكتة من النوم الابتدائي. ثم تتغلب موجات
ساكتة من النوم العميق على الجسد الإنساني. ويطلق على هذا التغلب" النوم
العميق".
خواجۃ شمس الدين عظيمي
السؤال عن الإنسان حقيقته ونطاق قدراته أصبح
يحتل أهمية كبيرة في هذا العصر العلمي. و العلم بسنة الخلق يفيد بأن ابن آدم يتشكل
آلافاً من التشكلات، وهو فيما يبدو تمثال من طين ، وعبارة عن كيان من اللحم والجلد
والدم والعظم، قائمٍ على الحركات الميكانية. ويعمرداخله عالَمٌ كيماوي بأسره. وإن
حياة المرء تعتمد على الاطلاعات والبلاغات، وليس المرء إلا خيالاً و تصوراً . وكل
حركة صادرة منه خاضعة للخيال والتصور. وإن جميع المآثر في العالم الإنسان يدور
رحاها حول قوة غير مرئية من الخيال والتصور والتخييل. وإن ابن آدم يُلبس الخيالَ
أنواعاً مختلفةً من المعاني، فيتجلي منه كل جديدٍ وحديث من المظاهر.